صحة الطفل

ما أضرار الهاتف المحمول على الأطفال

إن علاقة الجيل الجديد بالهواتف الذكية علاقة معقدة يصعب على الأشخاص من الجيل الأكبر فهمها، فكيف لا يتعلق الطفل بالهاتف وهو يرى أهله يستخدمونه طوال الوقت.

كيف لا يتعلق به وهو وسيلة يستخدمونها الكثير من الأهالي في إلهاء أطفالهم، دون إدراك أضرار الهاتف المحمول على الأطفال.

وفي الواقع أن الهواتف الذكية سلاح ذو حدين، حيث تمتلك العديد من الفوائد الهامة مثل زيادة الإطلاع على العالم الخارجي وتسهيل التواصل بين الأشخاص وغيرها الكثير.

وبالمقابل فإنها تمتلك العديد من الأضرار وخصيصًا على الأطفال الصغار، فتعالوا معنا في مقالنا اليوم لنكتشف سوياً مضار الهواتف على الأطفال.

أضرار الهاتف المحمول على الأطفال

بينت العديد من الأبحاث أن قضاء الطفل لساعات طويلة أمام الهاتف المحمول يحمل له العديد من النقاط السلبية التي تتجلى بما يلي:

1. إدمان الطفل على الهاتف الذكي

قد يصل الأطفال إلى مرحلة الإدمان جراء الاستخدام الكثير للهواتف الذكية، حيث أوضح العديد من الخبراء أن إدمان الهواتف الذكية مشابه لإدمان الكحول والمخدرات.

وفسر العلماء هذا الإدمان بأن قضاء الوقت الطويل على الموبايل يتسبب في إحداث العديد من التغيرات الكيميائية في الدماغ.

فمشاهدة الأطفال الفيديوهات أو الصور على شاشة الموبايل يحفز الدماغ على إفراز مادة كيميائية هي الدوبامين تشعر الشخص بالسعادة وهي نفس المادة التي يفرزها الدماغ في حالة تعاطي المخدرات.

وهذه المواد تجعل الطفل يريد قضاء وقت أكبر أمام شاشة الهاتف مما يسبب له الإدمان، ولا تقتصر حالة إدمان الهواتف الذكية على الأطفال فقط إنما تصيب الكبار أيضًا، ولكن فئة الأطفال هم الأكثر عرضة لذلك.

2. التشتت وعدم القدرة على التركيز

تقول الدراسات العلمية أن التقليب في منشورات مواقع التواصل الاجتماعي تجعل الإنسان غير قادر على التركيز والصبر فترة طويلة، بسبب حالة من إدمان السرعة.

لاحظ معي هل أنت جاهز لقراءة بوست طويل بطول أربع صفحات، أعتقد أن معظمنا يترك المنشور وينتقل إلى ما بعده، كما أن التمرير الطولي يسبب حالة من التشتت وقلة الصبر والذي بجوره سيجعل طفلكم غير قادر على التعلم لأنه لا يملك الصبر.

فوجود هذه الحالة من المتعة اللحظية المؤقتة ستجعل الطفل دوماً وفي كل شيء يسعى نحو المتعة اللحظية على حساب الفائدة طويلة الأمد.

وللأسف فإن برمجة الطفل على هذه الحالة لا يكون فقط على الفيديوهات والصور والمنشورات، وإنما على كافة تفاصيل الحياة، وفقط تخيل معي وضعه كيف سيكون في المدرسة مثلاً.

للأسف الحركة السريعة والتقليب السريع والوصول للنهاية خلال دقائق هو أمر افتراضي وغير واقعي ولا حقيقي، فكل شيء في عالمنا يحتاج للوقت وهنا تكمن المشكلة.

وكذلك لهذا دور في انطوائية الطفل، وقلة الصبر مما ينتج التوتر والغضب وعدم التحمل، وتدني المستوى الدراسي، وقد يتسبب ببعض السمات التوحدية أحياناً في حالات معينة.

أضرار الهاتف المحمول على الأطفال

3. اضطرابات في النوم

عند إجراء بعض الاختبارات تبين أنه ينبعث من الأجهزة الرقمية ضوء يتمتع بطول موجي قصير وبالتالي فهو يحتوي على تركيز عالي من الضوء الأزرق مقابل الضوء الطبيعي.

وأشارت البحوث إلى أن هذا الضوء يؤثر سلبًا على مستوى هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم. لذلك يتوجب على الأهل عدم تعريض الأطفال إلى ضوء الموبايل قبل النوم وذلك لتجنب حدوث اضطرابات في نوم الأطفال.

وقد تم تصميم العديد من التطبيقات التي تساهم في فلترة ضوء الهواتف الذكية وبالتالي التقليل من أضرارها السلبية.

إضافة إلى ضوء الموبايل فهناك سبب أخر يلعب دور هام في اضطراب عملية النوم وهو أنه عند مشاهدة مقاطع الفيديو أو اللعب بالألعاب الإلكترونية هذا يعمل على تحفيز العقل بقوة كبيرة وبالتالي عدم القدرة على النوم بشكل جيد.

لذلك ينصح الأهالي تجنب استخدام الهواتف الذكية قبل النوم مباشرة وذلك لضمان حصول الأطفال على ساعات نوم كافية طوال اليوم.

4. التأثير على تطور الطفل

وتعد من أخطر أضرار الهاتف المحمول على الأطفال فعندما يشاهد الأهل أطفالهم وهم يلهون على الهواتف الذكية ويتعاملون معها بسلاسة يظنون أن أطفالهم يتمتعون بقدر عالي من الذكاء والفطنة.

ولكن الحقيقة الصادمة أن التطور المعرفي للأطفال في هذا الجيل أقل بمعدل عامين عما كانوا عليه الأطفال منذ ثلاثون عامًا.

وقد برهن هذه النظرية الكلام العديد من الدراسات التي أجريت ضمن جامعات متخصصة كشفت أن تطور الطفل الذي يبلغ عمره الآن 10 سنوات يكون معادل لمستوى تطور الطفل الذي يبلغ عمره 8 سنوات منذ 30 عامًا.

والأسوأ في الأمر أن استخدام الهواتف الذكية يأخر تطور الدماغ ويضعف الذاكرة الدائمة، مما يجعل مهارات الحفظ والتركيز ضعيفة لدى الطفل وتجعله يبلغ جهد أكبر في المستقبل.

5. إصابة الأطفال ببعض المشاكل الصحية

حذرت منظمة الصحة العالمية من المخاطر التي تخلفها الهواتف الذكية على حاسة السمع لدى الأطفال، حيث تبين أن أكثر من حوالي مليار شخص يصابون في المدى البعيد بمشاكل سمعية عديدة نتيجة التعرض لساعات طويلة للأصوات القوية الصادرة من الهواتف.

كما هناك تحذيرات شديدة من الإصابة بالسرطان وذلك بسبب تأثير أشعة الموبايل التي تؤثر على الحمض النووي للأطفال، وحسب الدراسات أجرتها جامعة هارفرد عام 2020 أن دماغ الطفل يمتص الإشعاعات أكثر بحوالي 10 مرات من دماغ الشخص البالغ.

إضافة إلى إمكانية حدوث مشاكل في العظام: ويعود ذلك إلى استخدام الهواتف المحمولة لفترات الطويلة مما يزيد من الضغط على الأربطة والأعصاب والعضلات وأقراص العمود الفقري.

أضرار الهاتف المحمول على الأطفال

6. التأثير على الصحة العقلية للأطفال

نُشرت إحدى الدراسات الأجنبية التي أجريت في عام 2007 والتي مفادها أن زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقين على الهواتف الذكية أدى إلى زيادة نسب الاكتئاب ومحاولات الانتحار.

كما أشارت الدراسات الحديثة إلى أن انغماس الأطفال في الحياة الافتراضية المتواجدة ضمن الهواتف الذكية يولد لدى الأطفال بمرور الوقت عدم الشعور بالمسؤولية.

إضافة إلى أنهم يصبحوا عاجزين على اتخاذ القرارات المصيرية في حياتهم، ويعود ذلك إلى أنهم تأثروا في الحياة الاجتماعية الافتراضية التي يعيشونها في هواتفهم الذكية.

ولم نتحدث بعد عن النظرة والمكتسبات التي سيكسبها الطفل من البرامج التي سيشاهدها إذا ما لم يتم تحديد المحتوى الذي سيتم متابعته، حيث يمكن للطفل أن يتعلم أشياء لا يرغي الوالدين أن يتعلمها أبداً.

بعض النصائح للتقليل من استخدام الهواتف الذكية

  • منع وجود الهواتف الذكية في غرفة نوم الأطفال: وكذلك عدم وجود أجهزة الكومبيوتر أو الشاشات الذكية أو غيرها من الأدوات التي تؤثر سلبًا على نوم الأطفال بجانب سرير اطفال.
  • وضع ساعات محددة يمكن استخدام الهواتف الذكية خلالها: وهذه الخطوة مهمة جدًا في حياة الأطفال ويجب وضع قوانين تتضمن عدم استخدام الهاتف ضمن الجلسات العائلية وأثناء الطعام وأثناء زيارة الأشخاص.
  • مناقشة الأطفال: من الضروري جدًا الجلوس مع الأطفال والمناقشة معهم في القوانين الموضوعة بشأن الهواتف الذكية وإعلامهم بالأخطار التي من الممكن أن تسببها لهم.
  • التقليل من استخدام الهواتف الذكية أمام الأطفال: كما ذكرنا سابقًا أن الأهل هم قدوة أطفالهم ويقلدونهم في كل شيء، لذلك يجب التقليل من الساعات التي يقضونها أمام أطفالهم حتى يقتدوا اطفال منهم.
  • تنزيل التطبيقات المهمة للأطفال: يتواجد العديد من التطبيقات التي تزيد من مهارات الطفل مثل يوتيوب اطفال الذي يضم العديد من الفيديوهات التي تعلم الأطفال الأعداد والحروف وغيرها، كما يتواجد تطبيق يدعى شرطة الاطفال وهذا التطبيق يستخدمونه الأهل من أجل إخافة أطفالهم ولكي يجعلونهم يسمعون الكلام.

الأنشطة المهمة للأطفال

هناك الكثير من النشاطات التي يجب على اطفال القيام بها والتي تقلل من مدى أضرار الهاتف المحمول على الأطفال والتي تتمثل بما يلي:

  • اللعب بالألعاب

هناك العديد من العاب اطفال التي يمكن ممارستها مع الأطفال لتنمية المهارات لديهم ونذكر من هذه الألعاب:

  1. لعبة الغميضة.
  2. لعبة البحث عن الكنز.
  3. لعبة تركيب القطع لتشكيل أجسام جديدة.
  4. اللعب بالدمى المحشوة.
  5. لعبة سيارات اطفال والتي تجذب الأولاد كثيرًا.
  6. ألعاب البازل.
  7. ألعاب المطبخ، وغرف الباربي.
  • تنظيم الأفكار

ويتم ذلك من خلال تصميم صندوق صغير لوضع الأفكار بداخله، حيث يتم سؤال الطفل عن الأشياء التي يريد فعلها وانتقاء الأشياء الجيدة منها وكتابتها على ورقة ومن ثم توضع هذه الورقة بداخل الصندوق لتنفيذ هذه الأنشطة.

ويعد هذا النشاط من النشاطات الهامة التي تنمي أفكار الأطفال وتقربهم من أهلهم، كما أنها من الحيل التي تخفف من عند الطفل نتيجة احساسه بأنه صاحب الرأي والخيار بالسحب والاختيار.

اقرأ أيضاً: التعامل مع الطفل العدواني

  • الرسم

وهي من الهوايات المحببة لدى جميع الأطفال وبإمكان الأهل تنمية هذه الموهبة عن طريق تحفيز الأطفال على البدء بالرسم بشراء دفاتر رسم وألوان.

حيث تكون معظم رسوماتهم عن فساتين اطفال وبيوت وسيارات، ومن الضروري على الأهل الثناء الشديد على كل ما يرسمه الأطفال وتكريمهم بتعليق رسومات الأطفال على الحائط أو فوق سرير اطفال.

كيف اشغل وقت طفلي في عمر سنة ونصف

  • قراءة القصص

وهي من ضمن الأنشطة الهامة التي يتوجب على الأهل أن يلتفتوا لها والتي ستساعدهم في التقليل من أضرار الهاتف المحمول على الأطفال.

حيث يتواجد العديد من قصص الاطفال العالمية والمحلية المناسبة للأطفال، ويجب مراعاة أن كل عمر تناسبه أنواع محددة من القصص لتكون بالشكل الآتي:

  1. من عمر السنة وحتى 3 سنوات: في هذه المرحلة العمرية ينمو القاموس اللغوي لدى الأطفال لذلك ينصح بالكتب التي تحتوي على صور سواء للحيوانات أو النباتات أو الأشياء المحيطة به.
  2. من عمر 4 سنوات وحتى 5 سنوات: في هذه المرحلة يكون الطفل أكثر إدراكًا لما حوله، حيث ينصح بالقصص التي تحتوي العديد من الصور التي تجذب انتباه الطفل، والتي تكون قصتها قصيرة ومرحة يسهل على الطفل استيعابها.
  3. من عمر 6 سنوات وحتى 8 سنوات: في هذه المرحلة يكون الطفل قادر على تهجئة الكلام والقراءة، لذلك تقدم له قصص اطفال تحمل ضمن سطورها عبرة يستفيد منها الطفل.

الأسئلة الشائعة

من أهم الأسئلة التي تدور في أذهان الأهل حول استخدام الهاتف المحمول وأضرار الهاتف المحمول على الأطفال:

كم يسمح للطفل باستخدام الهاتف المحمول؟

استخدام الهاتف المحمول للأطفال يعتمد على عمر الطفل والأنشطة التي يقوم بها على الجهاز. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالإرشادات التالية:

1. الأطفال دون عمر 18 شهرًا: يجب تجنب استخدام الهواتف المحمولة والشاشات الإلكترونية إلا في حالات المكالمات الفيديو للتواصل مع أفراد العائلة.
2. الأطفال بين 18 و24 شهرًا: يمكن السماح لهم بمشاهدة محتوى تعليمي عالي الجودة مع الإشراف الكامل من الوالدين لمدة قصيرة لا تتجاوز ال30 دقيقة يومياً.
3. الأطفال بين 2 و 5 سنوات: يُفضل أن يكون استخدام الهاتف محدودًا إلى ساعة واحدة يوميًا من البرامج التعليمية أو الألعاب التي تنمي مهاراتهم. ويُفضل أن يكون هذا الاستخدام تحت إشراف الوالدين لضمان اختيار المحتوى المناسب.
4. الأطفال فوق 6 سنوات: يمكن أن يزداد وقت الشاشة تدريجيًا، ولكن من المهم أن يكون هناك توازن بين الأنشطة الإلكترونية والنشاط البدني، النوم، والتفاعل الاجتماعي. ينبغي تحديد قواعد واضحة بشأن وقت الاستخدام والمحتوى الذي يُسمح لهم بمشاهدته.

ما هو العمر المناسب لإعطاء الطفل الهاتف المحمول؟

العمر المناسب لإعطاء الطفل هاتفًا محمولًا يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك مستوى نضج الطفل، قدرته على تحمل المسؤولية، واحتياجات الأسرة.
ولكن برأي أن المعيار يجب أن يكون الفائدة من ذلك وتقيم المخاطر والأضرار، كما تنص الدراسات على ان الطفل لا يجب أن يمتلك هاتفاً خاص تحت عمر الـ 14 عاماً مع الكثير من التحفظات والشروط، ويمكنه استخدام هواتف الاهل تحت المراقبة.
ومن المهم أن يكون قرار إعطاء الطفل هاتفًا محمولًا مصحوبًا بتوعية حول الاستخدام الآمن والمناسب للهاتف، بما في ذلك التحدث عن المخاطر مثل التنمر الإلكتروني والاستخدام المفرط.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا حول أضرار الهاتف المحمول على الأطفال الذي تحدثنا به عن اطفال مرحلة الطفولة المبكرة، إضافة إلى أهم الخصائص التي تميز اطفال هذه المرحلة.

وكذلك أهم الأساليب الواجب على الأهل اتباعها مع اطفالهم، نأمل أن نكون قد حققنا لكم الفائدة المرجوة من المقال.

Dr. Salma Mahmoud

دكتورة ومعالجة نفسية واخصائية تربوية، خريجة كلية الآداب قسم الارشاد النفسي، حاصلة على شهادة الماجستير بالتعامل مع الأطفال من عمر يوم إلى عمر ثلاث سنوات، وشهادة الدكتوراه في الأساليب التربوية الحديثة. تجيد انشاء المحتوى العميق الذي يجيب بشكل علمي ودقيق حسب أحدث الدراسات عن المشكلات التي تواجه الاهل، وتقدم استشارات تربوية دقيقة للأمهات والآباء للتعامل مع أطفالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

ADblock Detected

يرجى اغلاق حاجب الإعلانات