الإجهاض المتكرر

الإجهاض المتكرر يمثل تحدياً مؤلماً للأزواج الساعين لتحقيق الحمل والوصول إلى الولادة المثلى.
يُعرّف بفقدان الحمل مرتين أو أكثر قبل الأسبوع الثالث والعشرين.
في هذا المقال، نستعرض الأسباب المحتملة، وطرق التشخيص، والعلاجات المتاحة، إضافة إلى النصائح الضرورية للوقاية والدعم النفسي للأسر. ونقدم معلومات شاملة قائمة على أحدث الدراسات.
الأسباب الشائعة لحالات الإجهاض المتكرر
يعتبر تحديد السبب خطوة أساسية في التعامل مع الإجهاض المتكرر، ويمكن اختصار أهم العوامل فيما يلي:
الاختلالات الكروموسومية والجينية
تساهم الطفرات أو الانحرافات في عدد أو تركيب الكروموسومات لدى الجنين أو أحد الوالدين في فقدان الحمل المبكر. حيث يُنصح بإجراء تحليل كروموسومي للزوجين أو عينة من نسيج الحمل المفقود لتوضيح الحالة.
التشوهات التشريحية في الرحم
مثل الرحم ذي القرنين، أو الحاجز الرحمي، أو الأورام الليفية الكبيرة التي تعيق انغراس الجنين. إذ تُعالج هذه الحالات غالباً بالجراحة التنظيرية لتصحيح التشوه وتحسين فرص الحمل.
الاضطرابات الهرمونية
يشمل ذلك متلازمة تكيس المبايض، أو قصور في الغدة الدرقية، أو انخفاض هرمون البروجسترون. ويجب متابعة مستويات الهرمونات وعلاج أي خلل دوائياً تحت إشراف طبيب مختص.
العوامل المناعية
قد تنتج الأجسام المضادة للفوسفوليبيد أو غيرها من اضطرابات المناعة الذاتية عن تفاعلات تهاجم الحمل. كما يُستخدم الهيبارين أو الأسبرين بجرعات منخفضة لتحسين بطانة الرحم وتقليل مخاطر الإجهاض.
العوامل البيئية ونمط الحياة
التدخين، والإفراط في تناول الكافيين، والسمنة المفرطة، وتعرض الأم لمواد كيميائية ضارة تزيد من احتمال الفقدان. حيث ينصح باتباع نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن التدخين، وتقليل إجهاد العمل.
تشخيص الاجهاض المتكرر والاختبارات اللازمة
يبدأ المسار التشخيصي بمعاينة السجل الطبي للأزواج وتكرار الفقد، ثم يُعتمد على الفحوصات التالية:
- الفحوصات الجينية
- تحليل الكروموسومات لدى الزوجين (Chromosomal Karyotype).
- في بعض الحالات يتم تحليل نسيج الحمل (Products of Conception) بعد الإجهاض.
- التصوير الطبي
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound): لاكتشاف تشوهات الرحم والأورام الليفية.
- تصوير الرحم بالصبغة (Hysterosalpingography): يبيّن شكل الرحم وقناتي فالوب.
- اختبارات الدم
- قياس هرمونات الغدة الدرقية (TSH, Free T4).
- تقييم هرمونات الأنوثة (FSH, LH، والبروجسترون).
- بحث الأجسام المضادة الذاتية مثل Antiphospholipid Antibodies.
- الفحوصات الهرمونية الإضافية
- تحليل بروتينات الحمل مثل β-hCG لمتابعة ثبات الحمل في مراحله المبكرة.
- متابعة مستويات الفوليك أسيد وفيتامين د لتعزيز بيئة الرحم المناسبة.
- خيارات العلاج والدعم النفسي
- بعد تحديد السبب، يتم اختيار العلاج الأمثل وضرورة تقديم الدعم العاطفي:
- العلاج الدوائي
- الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي مع الأسبرين المناعي لتحسين تدفق الدم إلى المشيمة.
- العلاج الهرموني لتعويض نقص البروجسترون أو تنظيم نشاط الغدة الدرقية.
- التدخل الجراحي
- استئصال أو معالجة التشوهات الرحمية عن طريق المنظار لتحسين بنية الرحم.
- إزالة الأورام الليفية أو الحاجز الرحمي قبل التخطيط لحمل جديد.
- التقنيات المساعدة على الإنجاب
- أطفال الأنابيب مع الفحص الوراثي قبل الزرع (PGT) لاختيار أجنة خالية من الطفرات.
- الحقن المجهري (ICSI) في حال وجود مشاكل في الحيوانات المنوية أو البويضة.
- الدعم النفسي والمعنوي
- اللجوء إلى الاستشارة النفسية أو العلاج الجماعي لتخفيف القلق والاكتئاب المصاحبين لفقدان الحمل المتكرر.
- أهمية دور الشريك والأسرة في توفير بيئة داعمة وطمأنة الأم نفسياً.
الوقاية والنصائح للحمل المستقبلي
للعمل على تعزيز فرص النجاح في الحمل القادم، يُنصح بما يلي:
التحضير قبل الحمل
إجراء الفحوصات الكاملة قبل التخطيط، خاصة للمريضات ذوات التاريخ المرضي. مع استشارة اختصاصيين في التأخر أو فقدان الحمل قبل المحاولة مجدداً.
تعديل نمط الحياة
اتباع حمية غذائية غنية بحمض الفوليك، وفيتامين د، والمعادن الأساسية. والانتظام في ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي أو السباحة.
الالتزام بالمتابعة الطبية
جدولة زيارات روتينية لرصد تطور الحمل مبكراً والاطمئنان على صحة الجنين. إلى جانب إجراء فحوصات دورية للهرمونات ومراقبة استقرارها خلال الثلثين الأولين.
الابتعاد عن المثيرات الضارة
تجنّب التعرض للمواد الكيميائية السامة والأشعة الضارة قدر الإمكان. إضافة إلى الحفاظ على مستوى ضغط دم وسكر طبيعيين لتقليل المخاطر المحتملة.
الأسئلة الشائعة
ما هي نسبة نجاح الحمل بعد الاجهاض المتكرر؟
تتراوح نسبة النجاح بين 60–80% حسب السبب والعلاج المتبع، مع متابعة طبية دقيقة.
هل يمكن أن يحدث الإجهاض المتكرر بدون سبب واضح؟
نعم، حوالي 25% من الحالات تبقى بلا سبب محدد وتعرف بالإجهاض غير المفسر.
ما الوقت الأمثل للانتظار قبل محاولة الحمل مرة أخرى؟
ينصح بالانتظار 1–2 دورة شهرية لتقييم التعافي وإجراء الفحوصات اللازمة.
هل يؤثر التدخين على فرص الحمل بعد الاجهاض المتكرر؟
نعم، التدخين يقلل من نسبة نجاح الحمل ويزيد من مخاطر الإجهاض؛ فيُنصح بالإقلاع عنه.
الإجهاض المتكرر يمثل تجربة صعبة تتطلب تدخلات طبية ونفسية متكاملة. إن فهم الأسباب بدقة، وإجراء الفحوصات اللازمة،
والالتزام بالعلاج المناسب، مع توفير الدعم العاطفي للزوجين، يعزز فرص تحقيق حمل ناجح.
اتباع التوجيهات الطبية وتعديل نمط الحياة يساهمان بشكل كبير في الوقاية وضمان استقرار الحمل في المستقبل.
ولمعلومات أكثر اقرأ:
أفضل وقت لحدوث الحمل بعد الدورة الشهرية.
كيف تحدد مدة الحمل.
كيف أعرف أني حامل.