صحة الطفل

التهاب السحايا عند الاطفال

التهاب السحايا عند الاطفال يعد من أخطر الأمراض التي يمكن أن تصيب الجهاز العصبي، ويتميز المرض بحدته وسرعة تطوره، مما يجعل التشخيص المبكر والتدخل الطبي أمرًا بالغ الأهمية.

وفي منطقة الخليج العربي، تبرز الحاجة إلى تعزيز الوعي بهذا المرض الخطير نظرًا لتحديات المناخ والعوامل البيئية المؤثرة، لذا تابعونا في مقالنا هذا لمعلومات مهمة تفييدكم في الحفاظ على صحة أطفالكم.

ما هو التهاب السحايا؟

التهاب السحايا هو التهاب يصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي (السحايا)، وينجم عن عدوى بكتيرية أو فيروسية في معظم الحالات.

قد يكون مميتًا إذا لم يُعالج في الوقت المناسب، لذلك يُعد من الحالات الطارئة التي تتطلب رعاية فورية.

أنواع التهاب السحايا

لالتهاب السحايا نوعين أساسيين هما:

  1. التهاب السحايا البكتيري: وهو أكثر الأنواع خطورة، وقد يسبب مضاعفات شديدة مثل فقدان السمع أو الإعاقة، ويتطلب علاجًا فوريًا بالمضادات الحيوية.
  2. التهاب السحايا الفيروسي: إنه أقل خطورة من النوع البكتيري، حيث أنه غالبًا ما يتماثل الأطفال للشفاء منه دون مضاعفات، ولكن قد يحتاجون إلى مراقبة طبية.

أعراض التهاب السحايا عند الاطفال

التهاب السحايا هو التهاب يصيب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي. يعد هذا المرض من الحالات الطبية الطارئة التي تحتاج إلى التدخل الفوري.

تختلف أعراض التهاب السحايا عند الأطفال حسب العمر ونوع العدوى (بكتيرية أو فيروسية)، ولكن فهم هذه الأعراض بشكل جيد يساعد على اتخاذ الخطوات المناسبة للعلاج المبكر.

الأعراض الشائعة لالتهاب السحايا عند الاطفال

  •  ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ: الحمى هي واحدة من أولى علامات التهاب السحايا، وغالبًا ما تكون مفاجئة وشديدة، وقد تصاحبها قشعريرة أو تعرق غير طبيعي.
  • الصداع الشديد: قد يعاني الطفل من صداع مستمر يصعب تهدئته، وغالبًا ما يشير الطفل الأكبر سنًا إلى “ألم في الرأس”، في حين يمكن أن يظهر عند الرضع على هيئة بكاء متواصل.
  • تصلب الرقبة: يعد هذا العرض من أبرز العلامات الكلاسيكية لالتهاب السحايا. قد يلاحظ الآباء صعوبة الطفل في تحريك رقبته أو ميل رأسه بشكل غير طبيعي.
  • حساسية الضوء: يعاني بعض الأطفال من انزعاج شديد عند التعرض للضوء الساطع، وقد يفضلون الجلوس في أماكن مظلمة.
  • القيء أو الغثيان: يمكن أن يصاحب التهاب السحايا أعراض معدية مثل الغثيان أو القيء المتكرر.
  • النعاس أو صعوبة الاستيقاظ: قد يظهر على الطفل علامات الخمول الشديد، أو يجد صعوبة في البقاء مستيقظًا.
  • التشنجات: تعد التشنجات واحدة من الأعراض التي تشير إلى تطور حالة خطيرة.
  • البكاء الشديد أو الضعف: عند الرضع، يمكن أن يظهر بكاء غير طبيعي (مستمر أو ضعيف جدًا). قد يصبح الطفل سريع الانزعاج أو يرفض أن يتم حمله.
  • الطفح الجلدي: في بعض الحالات قد يظهر طفح جلدي يشبه الكدمات الصغيرة، وهو علامة مقلقة بشكل خاص في حالة التهاب السحايا البكتيري.
  • برودة اليدين والقدمين: قد تظهر تغيرات في درجة حرارة الأطراف، خاصة إذا كان الالتهاب متقدمًا.

اقرأ أيضاً: مخاطر ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال.

التهاب السحايا لدى الاطفال

الأعراض عند الرضع وحديثي الولادة

عند حديثي الولادة تختلف الأعراض قليلاً منها:

  1. انتفاخ اليافوخ (المنطقة الطرية في رأس الطفل).
  2. ضعف الرضاعة أو رفض الطعام.
  3. حركات غير طبيعية في الجسم أو ارتعاش.

تشخيص التهاب السحايا عند الأطفال

يشمل التشخيص:

  1. الفحص السريري.
  2. تحليل السائل النخاعي (البزل القطني).
  3. الفحوصات المخبرية الأخرى لتحديد سبب الالتهاب.

علاج التهاب السحايا عند الاطفال

التهاب السحايا هو حالة طبية خطيرة تتطلب علاجًا فوريًا ومكثفًا، لا سيما عند الأطفال، لأن أي تأخير قد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد أو حتى وفاة.

يعتمد علاج التهاب السحايا على نوعه (بكتيري أو فيروسي) وحالة الطفل الصحية، ويشمل التدخلات الطبية التالية:

تشخيص التهاب السحايا بدقة

قبل البدء في العلاج، يقوم الأطباء بإجراء تشخيص شامل لتحديد نوع الالتهاب. تتضمن الاختبارات ما يلي:

  1. البزل القطني (Spinal Tap): تحليل السائل النخاعي للكشف عن وجود عدوى.
  2. اختبارات الدم: لتحديد نوع البكتيريا أو الفيروس المسبب.
  3. التصوير بالأشعة المقطعية (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI): في حال اشتُبه في وجود مضاعفات.

علاج التهاب السحايا البكتيري

التهاب السحايا البكتيري يعتبر الأخطر، ويتطلب علاجًا مكثفًا وسريعًا يشمل:

  • المضادات الحيوية الوريدية يتم إعطاء مضادات حيوية قوية مباشرة عبر الوريد لمكافحة البكتيريا.
    تشمل الخيارات الشائعة: سيفترياكسون، فانكومايسين، وأمبيسيلين (حسب نوع البكتيريا).
  • الكورتيكوستيرويدات تُستخدم لتقليل التورم في الدماغ ومنع المضاعفات مثل فقدان السمع، الدواء الأكثر استخدامًا هو ديكساميثازون.
  •  العناية الداعمة عن طريق إعطاء سوائل عبر الوريد لتجنب الجفاف، مراقبة الأكسجين وضغط الدم باستمرار في وحدة العناية المركزة إذا لزم الأمر.
  • السيطرة على الأعراض من حيث معالجة الحمى بمخفضات الحرارة مثل الباراسيتامول.
  • استخدام أدوية مضادة للتشنجات إذا ظهرت.

علاج التهاب السحايا الفيروسي

التهاب السحايا الفيروسي أقل خطورة وغالبًا ما يشفى تلقائيًا، ولكن العلاج يعتمد على تخفيف الأعراض ودعم الطفل، ويشمل:

  1. الراحة التامة والسوائل حيث يُشجَّع الطفل على الراحة في المنزل مع تقديم السوائل لتعويض أي فقد.
  2. أدوية لتخفيف الأعراض عن طريق مسكنات للألم وخافضات للحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
  3. مضادات الفيروسات (في حالات معينة) إذا كان الفيروس المسبب معروفًا ومحددًا (مثل فيروس الهربس البسيط)، وقد يُستخدم دواء مضاد للفيروسات مثل أسيكلوفير.
  4. مراقبة الحالة ففي بعض الحالات، قد يحتاج الطفل إلى دخول المستشفى للمراقبة إذا كانت الأعراض شديدة أو استمرت لفترة طويلة.
  5. علاج التهاب السحايا الفطري أو الطفيلي (النادر) إذا كان التهاب السحايا ناتجًا عن عدوى فطرية أو طفيلية، يتم العلاج باستخدام:
    • الأدوية المضادة للفطريات: مثل أمفوتيريسين ب أو فلوكونازول.
    • الأدوية المضادة للطفيليات: حسب نوع العدوى.
    • دعم عام بالجهاز المناعي، خاصة في الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة

الإجراءات الداعمة الأخرى

هناك طرق إضافية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض مثل:

إدارة المضاعفات

  1. إعادة تأهيل السمع والنطق: للأطفال الذين يعانون من فقدان السمع بعد العلاج.
  2. الجلسات العلاجية: لعلاج أي تأخر حركي أو عقلي.

دعم نفسي وعاطفي

متابعة الحالة النفسية للأطفال الذين مروا بتجربة صعبة، والسماح له بالتعبير عن ألمه وإدارة مشاعره كي لا يؤثر عليه في المستقبل.

الوقاية من التهاب السحايا مستقبلًا

  1. التطعيمات الأساسية: لقاح المكورات السحائية، ولقاح المستدمية النزلية من النوع ب (Hib)، ولقاح المكورات الرئوية.
  2. الوقاية الدوائية: في حالة إصابة أحد أفراد الأسرة، يُمكن وصف المضادات الحيوية الوقائية لباقي أفراد العائلة.

مدة العلاج والنقاهة

  • التهاب السحايا البكتيري: يتطلب علاجًا في المستشفى لمدة تتراوح بين 7-14 يومًا.
  • التهاب السحايا الفيروسي: قد يستغرق التعافي من 7 إلى 10 أيام مع رعاية منزلية.

مضاعفات التهاب السحايا عند الاطفال

قد يؤدي التأخر في العلاج إلى:

  1. فقدان السمع.
  2. تأخر في النمو العقلي.
  3. صعوبات في التعلم.

التهاب السحايا

التوعية الصحية في السعودية والخليج

تشهد دول الخليج جهودًا متزايدة لنشر الوعي حول التهاب السحايا من خلال:

  • حملات التطعيم الجماعية.
  • التثقيف الصحي عبر المدارس ووسائل الإعلام.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا لاحظت ظهور الأعراض السابقة على طفلك، فاطلب المساعدة الطبية الفورية. يمكن أن يؤدي تأخير التشخيص والعلاج إلى مضاعفات خطيرة مثل فقدان السمع، أو تأخر النمو، أو حتى الوفاة في بعض الحالات.

الأسئلة الشائعة

من أهم الأسئلة التي تسألها الأمهات حول التهاب السحايا عند الاطفال:

كيف ينتقل مرض السحايا؟
ينتقل مرض السحايا:
1. الاتصال المباشر: مثل مشاركة الأدوات الشخصية.
2. الرذاذ التنفسي: من خلال العطس أو السعال.
3. الأماكن المزدحمة: كالمدارس ودور الحضانة.

هل يمكن علاج التهاب السحايا عند الأطفال تمامًا؟
نعم، يمكن علاج التهاب السحايا بنجاح إذا تم تشخيصه وعلاجه مبكرًا. ومع ذلك، تعتمد النتائج على نوع العدوى ومدى تطورها. الالتزام بخطة العلاج، وتلقي التطعيمات، ومتابعة الحالة الصحية للطفل يسهم بشكل كبير في الوقاية من المضاعفات وضمان الشفاء التام.

إن الكشف المبكر عن التهاب السحايا عند الاطفال يمكن أن يُنقذ حياة الطفل ويقلل من مضاعفاته. لذلك، يجب أن تكون الأمهات والمربيات على دراية تامة بالأعراض وطرق الوقاية، مع تعزيز التواصل مع المختصين الطبيين.

ولمعلومات صحية أكثر اقرأ:

كيفية علاج الجفاف عند الأطفال.
كيفية استخدام اللهاية للرضع.
كيفية الالتزام بتقديم تطعيمات الأطفال في السعودية والخليج.

Dr. Salma Mahmoud

دكتورة ومعالجة نفسية واخصائية تربوية، خريجة كلية الآداب قسم الارشاد النفسي، حاصلة على شهادة الماجستير بالتعامل مع الأطفال من عمر يوم إلى عمر ثلاث سنوات، وشهادة الدكتوراه في الأساليب التربوية الحديثة. تجيد انشاء المحتوى العميق الذي يجيب بشكل علمي ودقيق حسب أحدث الدراسات عن المشكلات التي تواجه الاهل، وتقدم استشارات تربوية دقيقة للأمهات والآباء للتعامل مع أطفالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

ADblock Detected

يرجى اغلاق حاجب الإعلانات