صحة الطفل

الحساسية عند الأطفال: أسبابها، أعراضها، وطرق الوقاية والعلاج

الحساسية عند الأطفال هي واحدة من أكثر الحالات الصحية شيوعًا التي تواجه الأهل. يمكن أن تظهر بأشكال مختلفة، مثل حساسية الطعام، حساسية الجلد، أو حساسية الجهاز التنفسي، وتؤثر على جودة حياة الطفل.

عادةً ما تنتج الحساسية عن رد فعل مفرط للجهاز المناعي تجاه مواد غير ضارة، مثل حبوب اللقاح أو بعض الأطعمة. في هذا المقال،

سنستعرض الأسباب الرئيسية للحساسية، أعراضها الشائعة، وكيفية تشخيصها وعلاجها، إلى جانب نصائح لتجنب المحفزات والحفاظ على صحة الطفل.

ما هي الحساسية عند الأطفال

الحساسية تحدث عندما يتفاعل الجهاز المناعي للطفل بشكل مفرط مع مواد تُعرف بـ المواد المثيرة للحساسية (Allergens).

هذه المواد ليست ضارة في العادة، لكن عند بعض الأطفال، يُخطئ الجهاز المناعي في اعتبارها تهديدًا، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية.

أنواع الحساسية الشائعة عند الأطفال

تتعدد أنواع الحساسية تبعاً للسبب وتشمل:

  1. حساسية الطعام: وهي شائعة جداً تجاه الأطعمة مثل الحليب، البيض، الفول السوداني، والأسماك.
  2. حساسية الجلد: تشمل الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي.
  3. حساسية الجهاز التنفسي: مثل الربو أو حساسية الأنف الناتجة عن الغبار أو حبوب اللقاح.
  4. حساسية الحشرات: ردود فعل قوية تجاه لسعات الحشرات.

أسباب الحساسية عند الأطفال

تعود أسباب الحساسية إلى:

  • العوامل الوراثية إذا كان أحد الوالدين يعاني من الحساسية، فإن فرصة إصابة الطفل بها تزداد.
  • تعرض الطفل لمسببات الحساسية مبكرًا مثل تناول أطعمة معينة أو التعرض لحبوب اللقاح في سن صغيرة.
  • مشاكل في الجهاز المناعي أي ضعف الجهاز المناعي قد يجعله يتعامل مع المواد العادية كمصدر خطر.

أعراض الحساسية عند الأطفال

تختلف الأعراض حسب نوع الحساسية وشدة التفاعل المناعي، وتشمل:

1. أعراض حساسية الطعام

  • الحكة أو التورم في الفم والحلق.
  • طفح جلدي أو شرى.
  • صعوبة في التنفس أو مغص.
  • القيء أو الإسهال.

2. أعراض حساسية الجلد

  • احمرار الجلد مع الحكة.
  • تشقق الجلد أو جفافه في الحالات المزمنة.
  • ظهور بثور صغيرة مملوءة بالسائل.

3. أعراض حساسية الجهاز التنفسي

  • العطس المتكرر وسيلان الأنف.
  • ضيق التنفس أو السعال المستمر.
  • صوت صفير أثناء التنفس (Wheezing).
  • التهابات متكررة في الجهاز التنفسي.

4. أعراض الحساسية المفرطة (Anaphylaxis)

  • تورم شديد في الوجه أو الحلق.
  • صعوبة بالغة في التنفس.
  • انخفاض ضغط الدم والإغماء.

ملاحظة: الحساسية المفرطة حالة طارئة وتتطلب تدخلاً طبيًا فوريًا.

كيفية علاج الجفاف عند الاطفال.

علاج الحساسية عند الأطفال

كيف يتم تشخيص الحساسية عند الأطفال؟

تشخيص الحساسية يتطلب مزيجًا من الفحص السريري والاختبارات الطبية، مثل:

  • التاريخ الطبي: معرفة الأعراض وتوقيتها بعد التعرض لمسببات الحساسية المحتملة.
  • اختبارات الجلد (Skin Prick Test): يتم وضع قطرات من مسببات الحساسية على جلد الطفل ومراقبة ردود الفعل.
  • اختبارات الدم (IgE): لقياس مستويات الأجسام المضادة التي تشير إلى وجود الحساسية.
  • اختبار الطعام أو التحدي الطبي: يتم تحت إشراف طبي لتحديد نوع الحساسية الغذائية.

طرق علاج الحساسية عند الأطفال

1. تجنب مسببات الحساسية

يُعد تحديد المواد التي تسبب الحساسية لدى الطفل خطوة أساسية. يمكن تحقيق ذلك من خلال مراقبة الأعراض وتوقيتها، بالإضافة إلى إجراء اختبارات الحساسية تحت إشراف طبي.

وبمجرد تحديد المسببات، يجب تقليل أو تجنب تعرض الطفل لها. على سبيل المثال، في حالة حساسية الطعام، يجب قراءة الملصقات الغذائية بعناية لتجنب المكونات المثيرة للحساسية.

2. العلاج الدوائي

كمضادات الهيستامين التي تُستخدم لتخفيف الأعراض مثل الحكة والعطس وسيلان الأنف. تتوفر هذه الأدوية بأشكال مختلفة، بما في ذلك الشراب والأقراص، ويُنصح باستخدامها تحت إشراف طبي.

ومضادات الاحتقان التي تساعد في تخفيف احتقان الأنف، خاصة في حالات الحساسية التنفسية. يجب استخدامها بحذر ولفترات قصيرة لتجنب الآثار الجانبية.

إضافة إلى الستيرويدات القشرية (الكورتيكوستيرويدات) حيث تُستخدم لتقليل الالتهابات المرتبطة بالحساسية، سواء كانت موضعية (مثل الكريمات) أو جهازية (مثل الأقراص أو الحقن)، وذلك بناءً على توصية الطبيب.

وأيضاً موسعات الشعب الهوائية تُستخدم في حالات الربو المرتبط بالحساسية لتسهيل التنفس وتخفيف الأعراض.

3. العلاج المناعي (إزالة التحسس)

يتضمن تعريض الطفل تدريجيًا لكميات صغيرة ومتزايدة من المادة المسببة للحساسية بهدف تعزيز تحمل الجهاز المناعي وتقليل الأعراض بمرور الوقت، وتتم بطريقتين:

  • الحقن تحت الجلد: تُعتبر الطريقة الأكثر شيوعًا، حيث يتم حقن كميات صغيرة من المادة المسببة للحساسية تحت الجلد بانتظام.
  • العلاج المناعي تحت اللسان: يتضمن وضع قطرات أو أقراص تحتوي على المادة المسببة للحساسية تحت اللسان.

قد يستمر العلاج لعدة سنوات، وغالبًا ما يشعر الطفل بتحسن في الأعراض بعد عدة أشهر من العلاج.

4. التدخلات الطبيعية والتدابير المنزلية

  • استنشاق البخار: يساعد في تخفيف احتقان الأنف والأعراض التنفسية المرتبطة بالحساسية. يُنصح بتوجيه الطفل لاستنشاق البخار من وعاء يحتوي على ماء دافئ، مع مراعاة الحذر لتجنب الحروق.
  • غسل الأنف بالمحلول الملحي: يساهم في إزالة المخاط وتقليل الأعراض الأنفية. يمكن استخدام محلول ملحي متوفر في الصيدليات أو تحضيره في المنزل بمزج ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ.
  • استخدام المرطبات: في حالات الحساسية الجلدية، يُنصح باستخدام مرطبات مناسبة للحفاظ على رطوبة الجلد وتقليل الحكة. يجب اختيار منتجات خالية من العطور والمواد الكيميائية المهيجة.
  • تجنب المهيجات البيئية: مثل الغبار، حبوب اللقاح، ودخان السجائر. يُنصح بالحفاظ على نظافة المنزل والبيئة المحيطة لتقليل التعرض لهذه المهيجات.

علاج واسباب الاكزيما عند الأطفال.

5. التدخل في حالات الطوارئ

في الحالات الشديدة التي تتضمن صعوبة في التنفس أو انخفاض ضغط الدم، يجب استخدام حقنة الأدرينالين (الإبينفرين) فورًا والاتصال بالطوارئ.

يُنصح بأن يحمل الأطفال المعرضون لهذا النوع من التفاعلات حقنة أدرينالين ذاتية الاستخدام، ولكن تحت اشراف الطبيب.

6. التثقيف والتوعية

من المهم تعليم الطفل وأفراد الأسرة عن طبيعة الحساسية، كيفية تجنب المسببات، والتصرف الصحيح في حالة التعرض.

كما يجب إبلاغ المدرسة وأي مقدمي رعاية آخرين بحالة الطفل، وتزويدهم بالإرشادات اللازمة للتعامل مع أي طارئ.

7. المتابعة الطبية المنتظمة

  • زيارات دورية للطبيب: يُنصح بمتابعة الحالة مع طبيب مختص لتقييم فعالية العلاج وتعديل الخطة العلاجية حسب الحاجة.
  • تحديث خطة العلاج: بناءً على استجابة الطفل، قد يتطلب الأمر تعديل الأدوية أو الجرعات لضمان التحكم الأمثل في الأعراض.

أسباب الحساسية عند الأطفال

كيفية الوقاية من الحساسية عند الأطفال

  • الإرضاع الطبيعي: حليب الأم قد يقلل من احتمالية تطور الحساسية.
  • تقديم الأطعمة تدريجيًا: البدء بالأطعمة الآمنة والمناسبة لعمر الطفل.
  • الحفاظ على نظافة البيئة: تقليل التعرض للغبار وحبوب اللقاح في المنزل.
  • الاهتمام بصحة الجلد: استخدام مرطبات مناسبة وتجنب المواد الكيميائية المهيجة.

أثر الحساسية على حياة الطفل اليومية

يمكن أن تؤثر الحساسية بشكل كبير على جودة حياة الطفل، مثل:

  1. تحديات في الأنشطة اليومية، خاصة في حالات حساسية التنفس أو الجلد.
  2. قيود غذائية صارمة، مما يفرض تغييرات في نمط الأكل.
  3. تأثيرات نفسية، مثل القلق أو الانعزال بسبب تفادي المحفزات.

الأسئلة الشائعة

ابرز الأسئلة حول الحساسية عند الطفل:

1. هل الحساسية تختفي مع العمر؟
في بعض الحالات، قد تتراجع الحساسية الغذائية أو الجلدية مع نضوج الجهاز المناعي للطفل، بينما قد تستمر أنواع أخرى مدى الحياة.

2. هل يمكن الوقاية من الحساسية بشكل كامل؟
لا يمكن الوقاية من جميع أنواع الحساسية، ولكن يمكن تقليل فرص الإصابة من خلال الرضاعة الطبيعية والتعرض التدريجي للمحفزات.

3. هل الحساسية مرض وراثي؟
الحساسية لها مكون وراثي قوي، خاصة إذا كان أحد الوالدين يعاني من الحساسية.

4. متى يجب القلق بشأن حساسية الطفل؟
إذا كانت الأعراض شديدة أو تسببت في صعوبة بالتنفس أو انخفاض في ضغط الدم، يجب التوجه للطوارئ فورًا.

5. ما هي الأطعمة الأكثر شيوعًا في التسبب بالحساسية؟
تشمل الحليب، البيض، الفول السوداني، المكسرات، القمح، السمك، والصويا.

6. هل يمكن للعلاج المناعي أن يشفي الحساسية تمامًا؟
العلاج المناعي قد يقلل الأعراض ويحسن تحمل الجسم لبعض مسببات الحساسية، لكنه ليس شفاءً كاملًا.

الحساسية عند الأطفال حالة شائعة لكنها قابلة للتعامل معها بنجاح من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب.

دور الأهل في الوقاية والرعاية اليومية أساسي لضمان سلامة الطفل ونموه بشكل طبيعي. إذا كنت تشتبه في إصابة طفلك بالحساسية، فاستشر الطبيب للحصول على الرعاية المناسبة.

ولمعلومات أكثر اقرأ:

علاج وأنواع طفح جلدي عند الأطفال.
علاج حساسية اللاكتوز عند الأطفال.
كيفية التعامل مع علامة الجلد عند الأطفال.

Dr. Salma Mahmoud

دكتورة ومعالجة نفسية واخصائية تربوية، خريجة كلية الآداب قسم الارشاد النفسي، حاصلة على شهادة الماجستير بالتعامل مع الأطفال من عمر يوم إلى عمر ثلاث سنوات، وشهادة الدكتوراه في الأساليب التربوية الحديثة. تجيد انشاء المحتوى العميق الذي يجيب بشكل علمي ودقيق حسب أحدث الدراسات عن المشكلات التي تواجه الاهل، وتقدم استشارات تربوية دقيقة للأمهات والآباء للتعامل مع أطفالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

ADblock Detected

يرجى اغلاق حاجب الإعلانات