فوائد الرضاعة الطبيعية لبناء شخصية الطفل

تعتبر فوائد الرضاعة الطبيعية أكثر بكثير من مجرد وسيلة لتغذية الطفل وزيادة مناعته، فهي رحلة حميمة تجمع الأم بطفلها، وتؤثر بشكل كبير على نموه الجسدي والعقلي والنفسي.
في هذا المقال، سنستكشف العلاقة الوثيقة بين الرضاعة الطبيعية لبناء شخصية الطفل، مستندين إلى أحدث الأبحاث والدراسات العالمية.
فوائد الرضاعة الطبيعية لبناء شخصية الطفل
جميعنا نعلم أهمية الرضاعة الطبيعية لصحة الطفل الجسدية ومناعته وحصوله على المكونات الضرورية لنموه من معادن وفيتامينات واحماض أمينية.
إلا أن فوائد الرضاعة الطبيعية النفسية تفوق كل ما ذكر منها:
-
الترابط العاطفي
الرضاعة الطبيعية تعزز الشعور بالأمان والحب لدى الطفل، مما يساهم في بناء علاقة قوية ومتينة بين الأم والطفل.
ويبني لدى الطفل حالة من الثقة مما يجعل الأم هي المرج الأكثر موثوقية لدى الطفل في المستقبل.
كما أن هذا الترابط العاطفي يوفر للطفل قاعدة آمنة للاستكشاف والتطور، كما يجعل الطفل يعيش براءته ويرى الحياة آمنة وجميلة منذ البداية.
-
التطور المعرفي
تشير العديد من الدراسات إلى أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يحققون نتائج أفضل في الاختبارات التي تقيس الذكاء والمهارات اللغوية.
عندما يكون الطفل في حالة أمان واسترخاء، إن ذاكرته تكون أكثر نشاط، وينصب تركيزه وطاقته على التعلم والاكتشاف.
على عكس الطفل الذي يعيش حالة انفصال عن امه وينقصه العاطفة والأمان، حيث يضع كل تركيزه وطاقته على البحث عن الأمان والحفاظ على سلامة الطفل وتجنب الأذى.
-
التطور الاجتماعي
الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية هم الأكثر إشباع عاطفي، حيث أنهم متوازنين ومنفتحين على العلاقات ومبادرين دوماً ببناء التواصل مع الغرباء.
-
الاستقرار العاطفي
الرضاعة الطبيعية تساعد على التوازن النفسي بسبب ثقة الطفل بأمه، فهو أقل بكاء وأقل خوف اكثر استحقاق.
ولديه شعور بالمحبة والسلام، وشعور بأن الحياة مليئة ووفيرة، كما أن كل ما يحتاجه متاح مما يزيد حبه لذاته ويجعله.
-
الحماية من الأمراض
حليب الأم يحتوي على أجسام مضادة تحمي الطفل من العديد من الأمراض والالتهابات، مما يساهم في تقليل زياراته للطبيب وتحسين صحته العامة.
والصحة الجسدية تنعكس على الأمان وعدم توقع الألم والعذاب، وإنما توقع الفرح والأمان والمحبة دائماً.
آلية عمل الرضاعة الطبيعية على بناء الشخصية
- هرمون الأوكستوسين: أثناء الرضاعة، يتم إفراز هرمون الأوكستوسين الذي يعزز الشعور بالارتباط والهدوء لدى الأم والطفل.
- الأحماض الدهنية: تحتوي حليب الأم على أحماض دهنية أساسية تساعد على نمو الدماغ وتعزيز الوظائف الإدراكية.
- البروبيوتيك: تساعد البروبيوتيك الموجودة في حليب الأم على تعزيز صحة الجهاز الهضمي والجهاز المناعي للطفل، مما يؤثر إيجابًا على نموه الشامل.
أهمية الدعم الاجتماعي
لتحقيق أقصى استفادة من الفوائد الأساسية للرضاعة الطبيعية، تحتاج الأم إلى دعم عائلتها وأصدقائها والمجتمع المحيط بها.
يمكن للمجموعات الداعمة للرضاعة الطبيعية أن تقدم الدعم والمعلومات اللازمة للأمهات الجدد.
مدة الرضاعة الطبيعية بالدقائق في الشهر الأول
تتراوح مدة الرضاعة الطبيعية بالدقائق في الشهر الأول بين 10 إلى 45 دقيقة لكل جلسة رضاعة، ويعتمد ذلك على سرعة تدفق الحليب وقدرة الرضيع على المص.
غالبًا ما يرضع حديثو الولادة كل 2-3 ساعات، أي حوالي 8-12 مرة يوميًا. يجب أن يستمر الطفل في الرضاعة حتى يبدو راضيًا ويترك الثدي من تلقاء نفسه.
يفضل تبديل الثديين خلال كل جلسة لضمان حصول الطفل على الحليب الأمامي والخلفي المغذي.
إذا كانت الرضاعة تستغرق وقتًا أطول من ساعة أو كان الطفل يبدو غير مكتفٍ، يُنصح باستشارة الطبيب للتحقق من فعالية الرضاعة.
الأسئلة الشائعة
ما هي الفوائد الأساسية للرضاعة الطبيعية للطفل؟
يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة تقوي مناعة الطفل ضد الأمراض (مثل الالتهابات الرئوية، الإسهال، والحساسية).
ويساهم في النمو العقلي والجسدي الأمثل.
يقلل خطر الإصابة بالسمنة والسكري عند الطفل في المستقبل.
كيف أعرف أن طفلي يحصل على كمية كافية من الحليب؟
علامات الشبع:
1. يبلل 6 حفاضات يومياً على الأقل.
2. يزيد وزنه بشكل منتظم.
3. يبدو مرتاحاً بعد الرضاعة.
كيف أزيد إدرار الحليب؟
1. الرضاعة المتكررة: كلما زاد امتصاص الطفل، زاد إنتاج الحليب.
2. التغذية الجيدة: اشربي الماء بكثرة، وتناولي أطعمة مغذية (مثل الشوفان، الخضراوات، والبروتين).
3. الهدوء: التوتر يؤثر سلباً على الإدرار، لذا احصلي على قسط كافٍ من الراحة.
هل يمكن الجمع بين الرضاعة الطبيعية والصناعية؟
نعم، لكن يُفضل استشارة طبيب لتجنب تأثير الحليب الصناعي على إدرار حليب الثدي.
كما أن الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الـ 6 أشهر الأولى هي الأفضل حسب توصيات منظمة الصحة العالمية.
كم مدة الرضاعة الطبيعية الموصى بها؟
الحد الأدنى: 6 أشهر رضاعة حصرية (بدون أي أطعمة أو سوائل أخرى).
الحد المثالي: الاستمرار مع إدخال الأطعمة حتى عمر سنتين أو أكثر.
هل الرضاعة الطبيعية توقف دم النفاس؟
لا، الرضاعة الطبيعية لا توقف دم النفاس تمامًا، لكنها قد تقلل كميته وتسرّع انتهائه بسبب تحفيز هرمون الأوكسيتوسين، الذي يساعد الرحم على الانقباض والتخلص من الدم بشكل أسرع.
مدة النفاس تختلف بين النساء، لكنها تستمر عادةً من 4 إلى 6 أسابيع، حتى مع الرضاعة الطبيعية.
هل الرضاعه الطبيعيه تنحف؟
نعم، الرضاعة الطبيعية قد تساعد على فقدان الوزن، لكنها تختلف من امرأة لأخرى. أثناء الرضاعة، يحرق الجسم حوالي 300-500 سعرة حرارية يوميًا لإنتاج الحليب.
مما قد يساهم في إنقاص الوزن تدريجيًا. ومع ذلك، يعتمد التأثير على النظام الغذائي، ومستوى النشاط البدني، وطبيعة الجسم.
بعض الأمهات يفقدن الوزن بسرعة، بينما قد تحتفظ أخريات ببعض الكيلوغرامات بسبب زيادة الشهية أو التغيرات الهرمونية. للحصول على نتائج أفضل، يُنصح بتناول طعام صحي وممارسة النشاط البدني المعتدل.
هل الرضاعه الطبيعيه تمنع الحمل؟
نعم، الرضاعة الطبيعية قد تؤخر الحمل لكنها ليست وسيلة منع حمل مضمونة بالكامل. تعتمد فعاليتها على طريقة انقطاع الطمث بسبب الرضاعة (LAM)، والتي تكون فعالة بنسبة 98% فقط إذا تحققت الشروط التالية:
1. انقطاع الدورة الشهرية تمامًا.
2. الرضاعة الطبيعية الحصرية (بدون حليب صناعي أو أطعمة صلبة).
3. الرضاعة كل 2-4 ساعات نهارًا وكل 4-6 ساعات ليلًا.
بمجرد بدء الدورة الشهرية أو تقليل عدد الرضعات، تقل فعالية الرضاعة في منع الحمل، لذا يُنصح باستخدام وسيلة منع حمل إضافية إذا لم يكن الحمل مرغوبًا.
ختاماً ها قد ذكرنا أبرز فوائد الرضاعة الطبيعية هي استثمار طويل الأمد في صحة الطفل ورفاهيته.
فهي أكثر من مجرد تغذية، بل هي تجربة تأسيسية لبناء شخصية الطفل.
لذلك، يجب تشجيع الأمهات على الرضاعة الطبيعية وتوفير الدعم اللازم لهن، والصبر على الطفل في المرحلة الأولى حتى تصبح عضلات الفك أكثر قدرة على الرضاعة المستمرة.
ولمعلومات أكثر اقرأ المزيد عن
جدول الرضاعة الطبيعية: دليل شامل للأمهات المرضعات.
امتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية: أسبابه وعلاجه.
كيفية الرضاعة الطبيعية لتوأم لتسهيل المهمة على الأمهات.
كيفية زيادة إدرار الحليب.
علامات فساد الحليب الصناعي الخاص بالرضع.