كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء

التعامل مع الطفل كثير البكاء يمكن أن يكون تحديًا كبيرًا للآباء والمربين. لكن بفهم سلوك الطفل واتباع استراتيجيات تربوية مناسبة، يمكن التعامل مع هذه الحالة بفعالية.
في هذا المقال، سنستعرض كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء، وفهم سلوكياته، ونقدم نصائح تربوية لمساعدتك، فإن كنت مهتماً بهذا الموضوع أكمل معنا سطورنا القادمة.
لماذا يبكي طفلي؟
هناك الكثير من الأاهمات تتساءل لماذا قد يبكي طفلها بدون سبب، وفي الحقيقة هو لا يبكي بدون سبب حيث أن للبكاء أسباب شائعة عديدة مثل:
1. الجوع
يُعد الجوع من أبرز الأسباب التي تدفع الطفل للبكاء وخاصة الرضع في الأشهر الأولى من حياته حيث يحتاج إلى الرضاعة بشكل متكرر.
وبالتالي فإن تأخر الرضاعة أو عدم كفاية الحليب يمكن أن يؤدي إلى نوبات بكاء متكررة، كما أنه من الجدير بالذكر أن عدد مرات الرضاعة ومدتها وقدرها يختلف من طفل إلى آخر.
وكمية الحليب التي يحصل عليها الطفل ووصوله إلى الحليب الدسم المغذي يحدد الفترة التي سيحتاج فيها إلى رضعة جديدة.
2. الحفاضة المبللة أو المتسخة
البلل أو الاتساخ في الحفاضة يسببان انزعاجًا للطفل، مما يدفعه للبكاء طلبًا للتغيير، وأيضاً هنا تختلف الحساسية تجاه الموضوع من طفل إلى آخر لذا يجب متابعته.
3. المغص والغازات
الغازات وتقلصات البطن من الأسباب الشائعة لبكاء الرضع، خاصةً بعد الرضاعة. قد يُظهر الطفل علامات مثل ضم الفخذين نحو البطن واحمرار الوجه.
اقرأ أيضاً: علاج مغص الرضع بالاعشاب: الفوائد والطرق الآمنة لاستخدامها.
4. الحاجة إلى النوم
عندما يشعر الطفل بالتعب، قد يجد صعوبة في النوم بسبب الضوضاء أو الإضاءة الزائدة، مما يؤدي إلى البكاء.
إذا كان طفلك يعاني من نوبات بكاء متكررة ولا ينام بما يكفي فعليكي أن تعرفي أنك تتأخرين عن موعيد نومه، وهنا عليك مراقبة العلامات المبكرة للنعاس.
ويمكنك استخدام طرق خاصة وروتين نوم محدد يساعد طفلك في النوم سريعاً كالضوضاء البيضاء على سبيل المثال.
قد يهمك: طفلي ينام في النهار ويسهر الليل: دليل شامل لفهم وتعديل نمط نوم الطفل.
5. التسنين
تبدأ مرحلة التسنين عادةً بين الشهرين الرابع والسابع، وقد تكون مؤلمة للطفل، مما يجعله يبكي بشكل متكرر.
لتجنب البكاء ومساعدة الطفل على تخطي الألم مكنك استخدام العديد من الطرق مثل وضع اللهاية في الثلاجة وإعطائها للطفل.
ودعينا نتفق على أنها فترة لابد من الانزعاج فيها، ولا يوجد تقريباً علاج جذري للموضوع ولكن يمكنك عند الضرورة استخدام المسكن وفرك لثة الطفل.
6. الشعور بالحر أو البرد
عدم توازن درجة حرارة الطفل، سواء بالحرارة الزائدة أو البرودة، يمكن أن يسبب له انزعاجًا يؤدي إلى البكاء.
عادة ما تعتمد الأم على إحساسها في الحكم على حرارة طفلها، وهي في الحقيقة ليست الطريقة الصحيحة، حيث يمكن معرفة ما إذا كان الطفل يشعر بالبرد أو الحر بوضع اليد على رقبته أو صدره.
كما أن برودة اليدين لا تدل على شعور الطفل بالبرد، فإن كنت لا تجيدين الحكم على حرارة طفلك قد يكون هذا هو السبب الذي يجعل الطفل كثير البكاء.
7. الحاجة إلى العناق والاهتمام
في بعض الأحيان، يبكي الطفل لأنه يحتاج إلى الشعور بالأمان والحنان من خلال العناق أو التلامس الجسدي.
حيث يوجد الكثير من المعتقدات السلبية عن عدم حمل الطفل كي لا يعتاد على الحمل، ولكن في الحقيقة فإن الاشباع العاطفي للطفل في مراحله الأولى تجعله طفل متوازن عاطفياً ولن يعتاد.
احملي طفلك واحتضنيه كثيراً وضعيه في بيئة آمنة وهادئة ومفعمة بالمحبة، ولا تقلقي لن يعتاد على الحمل بس على الحب ويجب أن يعتاد على الحب.
8. التحفيز الزائد
الضوضاء العالية أو الأضواء الساطعة أو التنقل بين الأيدي أو الضجيج المستمر أو كثيرة التنقل بين الاماكن وفي الطرقات قد تزعج الطفل، مما يجعله يبكي طلبًا للهدوء.
يحتاج الطفل إلى العديد من القيلولات في خلال النهار، كما يجب أن ينام في بيئة هادئة، وخلال الليل يجب أن يعتاد النوم في الظلام دون استخدام أي أضواء أو أصوات.
حصوله على قسط كافي من الراحة والنوم الليلي العميق مع الوقت سيؤثر بالتأكيد على مزاجه ويجعله يتوقف عن البكاء.
والآن بعد الاطلاع على كل هذه التفاصيل هل وجدتي السبب الذي يجعل طفلك يبكي؟!
كيفية التعامل مع الطفل كثير البكاء والعصبي
- التعرف على المحفزات: حاول تحديد الأسباب التي قد تؤدي إلى عصبية الطفل وبكائه. قد تكون الأسباب داخلية أو خارجية بالنسبة للطفل، أي إما متعلقة بما يحس به ولا يستطيع التعبير عنه من الم وتعب وجوع وانزعاج وخوف ما إلى ذلك من هذه الأمور التي لا يقوى طفل صغير على حملها.
- توفير بيئة هادئة: وهي ما ندعوه بالعوامل الخارجية أي صوت عالي أو مخيف أو أجواء متوترة أو حالة من التهديد للأمان أو ضجيج طويل أو ازدحام قد تؤدي إلى حالة اضطراب لدى الطفل ينجم عنها العصبية والبكاء.
- استخدام أساليب الاسترخاء: إن كان العامل خارجي فالحل الأمثل هو محاولة عزل الطفل عن المسبب قدر الإمكان، وذلك يكون بنقله خارج المحيط ثم غسل يديه ووجهه وتقديم الماء له مع محفز مثل وجبة خفيفة، سماع موسيقا هادئة أو التوجه به إلى الخارج فهذا سيجعله أكثر قدرة على التفريغ وبالتالي الهدوء.
- تقديم الدعم العاطفي: الحضن والهدوء واللمسات اللطيفة والناعمة والتقبيل والإحساس بالأمان التواجد مع الطفل والتحدث إليه بصوت منخفض ومساعدته على تحديد شعوره والتخلص منه سيكون علاج ممتاز لهه النوبات الغاضبة، لا يمكن تجاهل مشاعر الطفل بل من الضروري جداً العمل عليها.
- الاستجابة بسرعة: عندما يبكي الطفل، حالة الاستجابة السريعة لتلبية احتياجاته لها دور كبير بزيادة الإحساس بالأمان لدى الطفل، لا توبخ الطفل أو تتذمر من حالته فهو لا يقصد إزعاجك إنما هو غير مرتاح.
ماذا يعني سلوك العصبية والبكاء؟
من أجل فهم سلوك الطفل كثير البكاء والعصبي يجب أن نبحث ما وراء سلوك العصبية حيث يمكن أن يكون مؤشراً على وجود مشكلة عاطفية أو جسدية.
فالأطفال في عمر السنتين مثلاً، قد يعبرون عن مشاعرهم من خلال البكاء عندما يشعرون بالضيق أو الإحباط، وذلك لعدم قدرتهم على التعبير عن أنفسهم بالكلمات.
كما أن العصبية حالة انفجار لفوضى شعورية داخلية لدى الطفل عجز عن حملها وأو تفسيرها خاصة في عمر السنة والسنتين، في الوقت الذي لا يملك ما يكفيه من المفردات والعبارات ليتمكن من إخراجها.
العوامل المؤثرة على الطفل كثير البكاء
يشكو بعض الأهالي أن أبنهم تحول من طفل هادئ إلى الطفل كثير البكاء والعصبية، ويتساءل آخرون ما إذا كان الطفل سيغير سلوكه أم لا، وهنا تأتي الإجابة تبعاً للعوامل التالي:
- التغيرات في الروتين: التغييرات في الروتين اليومي قد تؤدي إلى اضطراب في سلوك الطفل، وكذلك الأمر عكسي فالانتظام في ورتين يومي دقيق سيغير أيضاً من طبع الطفل وحالته المزاجية.
- الصحة الجسدية: أحيانًا يكون البكاء علامة على وجود مشكلة صحية أو ألم، وبالتالي فإن علاجها والانتباه لها سيغير من أطباع الطفل.
- القدرة على التعامل مع المشاعر: الأطفال في هذه المرحلة العمرية لا يملكون المهارات الكافية للتعامل مع مشاعرهم بشكل فعال، وبالتالي فإن تطور قدراتهم في الفهم والتعبير ستؤدي حتماً لتغير واضح في حالتهم المزاجية.
اقرأ أيضاً: ما وراء العدوانية عند الأطفال
نصائح تربوية للتعامل مع الطفل العصبي
إن أهم ما يمكنني تقديمه للأمهات اللواتي لديهنّ الطفل كثير البكاء كإخصائية تربوية هو:
- تعليم مهارات التعامل مع المشاعر: علم طفلك كيفية التعبير عن مشاعره بطرق مناسبة، مثل استخدام الكلمات أو الرسوم، أو التركيز بحيث تجعله يراقب الحالة ويصفها بمفردات ويحدد مكانها بالمساعدة طبعاً ثم علمه على تفريغها.
- إرساء قواعد ثابتة: وضع قواعد ثابتة للطفل يمكن أن يساعده على الشعور بالأمان والراحة، واتباع روتين يومي سيكون أساسي في تحديد تعديل سلوكه.
- التشجيع والتحفيز: استخدم التعزيز الإيجابي لتشجيع السلوك الجيد بدلاً من التركيز على السلوك السيء.
- الصبر والهدوء: حافظ على هدوءك وصبرك عند التعامل مع الطفل. الصراخ أو الغضب قد يزيد من عصبية الطفل، وردات الفعل الغير محسوبة ستنتج حالة من الاضطرب في شخصية الطفل للمستقبل.
أسباب عنف الطفل في عمر السنتين
في عمر السنتين، قد يظهر الطفل تصرفات عدوانية أو عنيفة بسبب عدة أسباب:
- عدم القدرة على التعبير عن نفسه: الطفل قد يستخدم العنف للتعبير عن مشاعره عندما لا يستطيع استخدام الكلمات.
- التجربة والتعلم: قد يحاول الطفل تجربة واكتشاف سلوكيات جديدة لا يفهمها تمامًا وتعلمها أو رآها عند أحدهم.
- التقليد: الأطفال في هذه السن قد يقلدون سلوكيات الكبار أو الأقران، سلوك العصبية مكتسب أما الشعور فهو فطري وحتماً سيعبر الطفل بالطريق التي يستخدمها والديه.
- الحاجة إلى السيطرة: قد يستخدم بعض الأطفال العنف كوسيلة للسيطرة على المواقف أو الأشخاص المحيطين بهم.
الأسئلة الشائعة
أهم التساؤلات حول موضوعنا الطفل كثير البكاء:
كيف أتعامل مع الطفل كثير الصراخ والبكاء؟
أفضل طريقة للتعامل مع الطفل كثير الصراخ والبكاء هي تحديد الأسباب المحتملة وتقديم الدعم العاطفي. حافظ على هدوءك، واستجب بسرعة لمتطلبات الطفل، وحاول فهم المحفزات التي تؤدي إلى بكائه.
متى يجب استشارة الطبيب بشأن بكاء الطفل؟
يجب استشارة الطبيب إذا كان البكاء:
1. مستمرًا لفترات طويلة.
2. مصحوبًا بأعراض أخرى: مثل الحمى أو القيء.
3. يبدو غير معتاد أو مختلفًا عن نمط البكاء المعتاد للطفل.
كيف أساعد طفلي على التوقف عن البكاء؟
يمكن تجربة عدة طرق لتهدئة الطفل:
1. التأكد من تلبية احتياجاته الأساسية: مثل الرضاعة وتغيير الحفاض.
2. الاحتضان والتهدئة: حمل الطفل والتحدث إليه بصوت هادئ.
3. استخدام اللهاية: بعض الأطفال يجدون الراحة في المص.
4. توفير بيئة هادئة: تقليل الضوضاء والإضاءة الساطعة.
هل يمكن أن يشعر الطفل بمشاعر الأم؟
نعم، الأطفال يمكنهم التقاط مشاعر الأم والتأثر بها. إذا كانت الأم متوترة أو قلقة، قد يشعر الطفل بذلك ويصبح أكثر انزعاجًا. لذا، من المهم أن تحافظ الأم على هدوئها وتوفر بيئة مستقرة للطفل.
هل تجاهل بكاء الطفل مفيد أم ضار؟
تجاهل بكاء الطفل يعتمد على السبب. إذا كان البكاء وسيلة للحصول على شيء غير ضروري، قد يكون تجاهله مناسبًا لتعليم الطفل التعبير بطرق أخرى.
ولكن إذا كان البكاء ناتجًا عن حاجة حقيقية، يجب تلبية هذه الحاجة وعدم تجاهله.
كيف أتعامل مع بكاء الطفل أثناء الليل؟
تأكد من تلبية احتياجات الطفل الأساسية، مثل الرضاعة وتغيير الحفاض. إذا استمر البكاء، حاول تهدئته بلطف دون تحفيز زائد، مثل التحدث بصوت هادئ أو التربيت على ظهره.
كيف أميز بين أنواع البكاء المختلفة؟
مع الوقت والملاحظة، يمكن للوالدين التمييز بين أنواع البكاء:
بكاء الجوع: يكون متقطعًا ويزداد تدريجيًا.
بكاء الألم: يكون حادًا ومفاجئًا.
بكاء التعب: يكون متذمرًا ويصاحبه فرك العينين.
التعرف على هذه الأنماط يساعد في تلبية احتياجات الطفل بشكل أفضل.
هل يمكن أن يؤدي البكاء المفرط إلى مشاكل سلوكية لاحقًا؟
تشير بعض الدراسات إلى أن البكاء المفرط والمستمر في السنة الأولى قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر تطور اضطرابات سلوكية مثل فرط النشاط أو مشاكل في التركيز في مراحل لاحقة من الطفولة. لذا، من المهم التعامل مع البكاء بشكل مناسب وتقديم الدعم اللازم للطفل.
هل هناك علاقة بين بكاء الطفل وتطور مهاراته الاجتماعية؟
تشير بعض الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يتلقون استجابة سريعة وحنونة لبكائهم يطورون مهارات اجتماعية أفضل ويشعرون بالأمان والثقة. لذا، من المهم تلبية احتياجات الطفل والاستجابة لبكائه بشكل مناسب.
التعامل مع الطفل كثير البكاء يتطلب فهماً عميقاً لسلوكياته وصبراً. من خلال اتباع الخطوات الصحيحة وفهم الأسباب الكامنة وراء هذه السلوكيات.
يمكنك تحسين جودة التواصل والتفاعل مع طفلك. تذكر أن كل طفل فريد، وقد تحتاج إلى تجربة عدة استراتيجيات للعثور على الأنسب لطفلك.
اقرأ أيضاً:
كيفية التعامل مع الطفل العنيد.
كيفية الحفاظ على صحة الطفل النفسية.
كيفية العناية بالطفل حديث الولادة.
كيفية استخدام اللهاية للرضع.