الحمل والولادة

أسباب وعلاج تسمم الحمل

يُعد تسمم الحمل من المضاعفات الخطيرة التي تصيب بعض النساء خلال فترة الحمل، وغالبًا ما يظهر بعد الأسبوع العشرين.

يتميز بارتفاع ضغط الدم ووجود البروتين في البول، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة الأم والجنين.

في هذا المقال، سنوضح كل ما تحتاجين معرفته عن تسمم حمل لدى النساء، أسبابه، أعراضه، مضاعفاته، وكيفية الوقاية والعلاج.

ما هو تسمم الحمل؟

هو حالة مرضية تصيب الحوامل، وتتميز بارتفاع ضغط الدم وظهور البروتين في البول، مما يشير إلى تلف في الكلى أو أعضاء أخرى.

يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُعالج بسرعة، وقد يتطور إلى حالة أشد تُعرف بـ “الارتعاج” (Eclampsia)، والتي تتمثل في حدوث نوبات تشنجية مهددة للحياة.

أنواع تسمم حمل

تصاب الحامل بتسمم بسبب:

  1. التسمم الخفيف: حيث يكون الارتفاع في ضغط الدم طفيفًا مع وجود كمية صغيرة من البروتين في البول.
  2. تسمم الحاد: يتميز بارتفاع شديد في ضغط الدم ومضاعفات خطيرة قد تؤثر على وظائف الكلى والكبد.
  3. متلازمة هيلب (HELLP Syndrome): حالة متقدمة من تسمم حمل تشمل تدمير خلايا الدم الحمراء، ارتفاع إنزيمات الكبد، وانخفاض عدد الصفائح الدموية.

أسباب تسمم الحمل

لم يُعرف السبب الدقيق لتسمم حمل حتى الآن، لكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، منها:

  • مشاكل في المشيمة التي تؤدي إلى ضعف تدفق الدم إلى الجنين.
  • التاريخ العائلي: إذا كانت الأم أو الأخت قد أصيبت بتسمم حمل، فإن الخطر يكون أعلى.
  • الحمل الأول: يزداد خطر الإصابة عند الحمل لأول مرة.
  • العمر: الحوامل تحت سن 20 أو فوق سن 40 أكثر عرضة.
  • الحمل بتوأم أو أكثر: حيث يكون الحمل أكثر إجهادًا للجسم.
  • أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، أمراض الكلى أو أمراض المناعة الذاتية.

الألم عند التبول من علامات الحمل.

علاج تسمم الحمل

أعراض تسمم حمل

قد لا تشعر الحامل بأي أعراض واضحة في البداية، لكن مع تقدم الحالة قد تظهر الأعراض التالية:

  1. ارتفاع ضغط الدم (140/90 ملم زئبق أو أكثر).
  2. تورم في اليدين والوجه بسبب احتباس السوائل.
  3. زيادة مفاجئة في الوزن خلال أيام قليلة.
  4. الصداع المستمر والشديد الذي لا يستجيب للمسكنات.
  5. اضطرابات بصرية مثل تشوش الرؤية، حساسية للضوء، أو رؤية بقع ضوئية.
  6. ألم في الجزء العلوي من البطن، خاصة تحت الأضلاع على الجانب الأيمن.
  7. الغثيان والقيء في مراحل متقدمة من الحمل.
  8. انخفاض إنتاج البول أو تغير لونه.

علامات تسمم حمل الخطيرة

إذا ظهرت هذه العلامات، يجب التوجه إلى المستشفى فورًا:

  1. تشنجات أو نوبات صرع، وهي علامة على تفاقم الحالة إلى الارتعاج.
  2. ضيق شديد في التنفس بسبب تراكم السوائل في الرئتين.
  3. فقدان الوعي أو الارتباك الذهني.
  4. ألم حاد في الصدر أو الشعور بضغط غير طبيعي في الصدر.

مضاعفات تسمم حمل

عدم علاج السمم في الحمل قد يؤدي إلى:

  • الارتعاج (Eclampsia) الذي يسبب نوبات تشنجية خطيرة.
  • تلف الكبد أو الكلى بسبب الضغط العالي والمضاعفات الداخلية.
  • توقف نمو الجنين بسبب قلة تدفق الدم إلى المشيمة.
  • الولادة المبكرة بسبب الحاجة إلى إنهاء الحمل مبكرًا لحماية الأم والجنين.
  • انفصال المشيمة المبكر، مما يهدد حياة الجنين.
  • النزيف الحاد بسبب مشاكل في تخثر الدم.

تشخيص تسمم الحمل

يعتمد تشخيص التسمم في الحمل على:

  1. قياس ضغط الدم بانتظام.
  2. اختبار البول للكشف عن البروتين.
  3. تحليل الدم لتقييم وظائف الكبد والكلى وعدد الصفائح الدموية.
  4. الموجات فوق الصوتية لفحص صحة الجنين والمشيمة.
  5. اختبار دوبلر لقياس تدفق الدم إلى المشيمة.

دليل حكم الإفطار في رمضان بسبب الحمل.

علاج تسمم لحمل

يعالج التسمم عن طريق:

1. العلاجات الطبية

وتشمل الراحة التامة مع مراقبة ضغط الدم، وأدوية خفض ضغط الدم مثل لابيتالول ونيفيديبين.

وكذلك أدوية لمنع التشنجات مثل سلفات المغنيسيوم، مع مراقبة الجنين بانتظام للتأكد من نموه السليم.

2. الولادة كحل نهائي

في الحالات الشديدة، قد يقرر الطبيب تحفيز الولادة المبكرة إذا كان الحمل قد تجاوز 34 أسبوعًا، أو إجراء عملية قيصرية إذا كانت حياة الأم أو الجنين في خطر.

الوقاية من تسمم حمل

يمكنك الوقاية من التسمم بالحمل عن طريق:

  • متابعة الحمل بانتظام مع الطبيب.
  • تناول نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه والبروتينات.
  • تقليل تناول الملح لتجنب ارتفاع ضغط الدم.
  • ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي.
  • شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على استقرار ضغط الدم.
  • تجنب التدخين والكحول لأنها تزيد من خطر المضاعفات.

هل ينتهي تسمم الحامل بعد الولادة؟

نعم، في معظم الحالات يتحسن ضغط الدم تدريجيًا بعد الولادة، ولكن بعض النساء قد يعانين من ارتفاع ضغط الدم المزمن لعدة أسابيع.

لذا، من الضروري المتابعة الطبية بعد الولادة لمراقبة أي مضاعفات محتملة.

مضاعفات تسمم الحمل

متى تنتهي تسمم حمل؟

غالبًا ما تتحسن الحالة خلال 48 إلى 72 ساعة بعد الولادة، لكن بعض النساء قد يحتجن إلى أدوية ضغط الدم لفترة أطول.

في حالات نادرة، قد يستمر ارتفاع ضغط الدم لأسابيع أو حتى يتحول إلى حالة مزمنة.

الأسئلة الشائعة

1. هل يمكن أن يعود تسمم حمل في الحمل التالي؟
نعم، تزيد احتمالية تكراره، خاصة إذا كان شديدًا في الحمل الأول.

2. هل يمكن أن يُصاب الجنين بتسمم حمل؟
لا، لكن الجنين قد يتأثر بسبب نقص تدفق الدم إلى المشيمة.

3. هل يمكن الوقاية من تسمم الحمل تمامًا؟
لا يوجد ضمان كامل، لكن اتباع نمط حياة صحي يقلل من المخاطر.

يُعتبر تسمم الحمل من أخطر مضاعفات الحمل، لكنه يمكن السيطرة عليه إذا تم اكتشافه مبكرًا واتباع إرشادات الطبيب بدقة.

الحرص على المتابعة الدورية، اتباع نظام غذائي صحي، والالتزام بالعلاج يساعد على تجنب المضاعفات وحماية صحة الأم والجنين.

اطلع أيضاً على:
علامات الحمل المبكرة جدا بعد التبويض.
هل يمكن صبغ الشعر أثناء الحمل.
الفوليك أسيد للحامل.
علاج الشد العضلي أثناء الحمل.

Dr. Salma Mahmoud

دكتورة ومعالجة نفسية واخصائية تربوية، خريجة كلية الآداب قسم الارشاد النفسي، حاصلة على شهادة الماجستير بالتعامل مع الأطفال من عمر يوم إلى عمر ثلاث سنوات، وشهادة الدكتوراه في الأساليب التربوية الحديثة. تجيد انشاء المحتوى العميق الذي يجيب بشكل علمي ودقيق حسب أحدث الدراسات عن المشكلات التي تواجه الاهل، وتقدم استشارات تربوية دقيقة للأمهات والآباء للتعامل مع أطفالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

ADblock Detected

يرجى اغلاق حاجب الإعلانات