صحة الطفل

تسهيل الفطام

الفطام هو مرحلة طبيعية في حياة الطفل، حيث يتم الانتقال تدريجيًا من الرضاعة الطبيعية أو الصناعية إلى تناول الأطعمة الصلبة.

قد يكون تسهيل الفطام تجربة عاطفية ومعقدة للأمهات، لكنه أيضًا خطوة هامة نحو تعزيز استقلالية الطفل وتطوير عاداته الغذائية.

في هذا المقال، سنتناول أسباب وتسهيل الفطام، أنواعه، وتوجيهات عملية لتسهيل العملية، بناءً على أفضل المراجع والدراسات المتعلقة بتربية الأطفال.

ما هو الفطام؟

الفطام هو عملية توقف الطفل عن الرضاعة الطبيعية أو الصناعية والبدء في الاعتماد على الطعام الصلب بشكل رئيسي للحصول على التغذية.

تتفاوت مدة الفطام بين الأطفال والأمهات؛ فبعض الأطفال قد يفطمون بشكل طبيعي تدريجيًا، في حين قد يقرر بعض الأمهات بدء الفطام في وقت معين بناءً على ظروف معينة.

أنواع الفطام

  • الفطام الطبيعي: يحدث عندما يقل الطفل تدريجيًا من الرضاعة مع زيادة تناوله للأطعمة الصلبة بشكل طبيعي.
  • الفطام المخطط: يحدث عندما تقرر الأم أو العائلة إنهاء الرضاعة في وقت محدد، غالبًا بناءً على ظروف صحية أو اجتماعية.

متى يكون تسهيل الفطام مناسبًا

توصي منظمة الصحة العالمية بإرضاع الطفل طبيعيًا حتى سن 6 أشهر على الأقل، ويُفضل الاستمرار في الرضاعة مع تقديم الأطعمة الصلبة حتى عمر السنتين أو أكثر.

ومع ذلك، يمكن أن تختلف توقيتات الفطام بناءً على الاحتياجات الشخصية للطفل والعائلة.

علامات استعداد الطفل للفطام

  • الاهتمام المتزايد بالطعام الصلب.
  • القدرة على الجلوس والتحكم في الرأس.
  • تناول الطعام بأيديهم.
  • فقدان الاهتمام بالرضاعة الطبيعية أو الصناعية.

كيفية بدء الفطام تدريجيًا

للبدء بالفطام لابد من التدريج لتكون العملية آمنة على الطفل ومناسبة وسهلة على كل من الأم والطفل وفي ما يمكن عمله ابدأي بـ:

1. تقديم الطعام الصلب تدريجيًا

يمكن البدء بإدخال الأطعمة اللينة والمهروسة مثل الخضار والفواكه المهروسة في النظام الغذائي للطفل. يُفضل تقديم نوع واحد من الطعام في كل مرة لتقييم رد فعل الطفل والتحقق من عدم وجود حساسية.

2. تقليل عدد مرات الرضاعة

يمكن تقليل عدد مرات الرضاعة تدريجيًا، مما يمنح الطفل الوقت للتكيف مع التغيير، ويقلل من الضغط العاطفي على الأم والطفل.

3. استبدال الرضاعة بوجبات صحية

عند تقليل عدد مرات الرضاعة، يُفضل استبدالها بوجبات غذائية غنية بالعناصر الغذائية المهمة لنمو الطفل.

4. الاستجابة لاحتياجات الطفل العاطفية

قد يحتاج الطفل إلى دعم عاطفي إضافي خلال هذه المرحلة، لذلك من المهم تقديم الحب والاحتضان والاهتمام بشكل مستمر.

التحديات المحتملة أثناء الفطام

كما هو الحال في كافة متطلبات الحياة، قد تواجه الام أيضاً بعض التحديات مثل:

1. العاطفة والتعلق:

قد يكون الفطام تجربة عاطفية بالنسبة للأم والطفل على حد سواء. الأطفال يتعرضون أحيانًا للقلق أو البكاء خلال الفترة الأولى للفطام، مما يتطلب صبرًا وتفهمًا من الأم.

لتفادي هذه الأزمة ببساطة على الام أن تحافظ على أوقاتها الخاصة مع طفلها بعيداً عن حالة الإرضاع، أي أبقي طفلك في حضنك لفترة دون سبب، وخصصي أوقات للاحتضان بدون سابق انذار.

وأنصحك أيضاً بتعويد الطفل على طلب الحضن والتعاطف دون عوائق او خجل أو مشاكل، هذا الأمر سيجعل الطفل آمن ومستقر وسيسهل عليكما عملية الفطام.

2. التغيرات في النظام الغذائي:

قد يواجه الطفل صعوبة في التكيف مع الأطعمة الصلبة، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في الهضم أو تفضيل أنواع معينة من الطعام.

يُنصح بتقديم الأطعمة المتنوعة وتجنب إجبار الطفل على تناول الطعام، كما من المهم تحقيق حالة وطقس طعام ممتع، بحيث قدمي أطعمة متنوعة في وجبة واحدة ليختار الطفل ما يريد، ودعيه يأكل براحته واصبري عليه.

ولا تحاولي ان تغصبيه على الطعام، وحاولي تحديد موعد الغذاء في الساعات التي اعتاد طفلك أن يطلب الرضاعة فيها، هكذا سيتخلى تدريجياً عن طلب الرضاعة.

3. نقص الوزن:

في بعض الأحيان، قد يعاني الأطفال من نقص في الوزن خلال مرحلة الفطام إذا لم يتم تعويض الرضاعة بوجبات غذائية متوازنة.

لذلك، من الضروري مراقبة وزن الطفل ومعدل نموه خلال هذه الفترة، وفي بعض الأحيان تتقصد الأمهات فطام الطفل في فترة مرضه وهو ما يسبب له ألماً إضافياً وأزمة ثقة بين الطفل وأمه.

نصائح لتسهيل الفطام

  • الصبر: الفطام عملية تدريجية، ولا يجب الإسراع فيها. يجب السماح للطفل بالتكيف مع التغيير حسب وتيرته الخاصة.
  • الاستماع إلى احتياجات الطفل: إذا كان الطفل غير مستعد للفطام، يُفضل تأجيل العملية لبضعة أسابيع والمحاولة مرة أخرى.
  • اختيار الوقت المناسب: تجنب البدء في الفطام خلال أوقات التوتر أو التغيرات الكبيرة في حياة الطفل، مثل التسنين أو السفر.
  • التواصل مع أخصائي الرعاية الصحية: استشارة الطبيب أو مستشار الرضاعة يمكن أن يساعد في تقديم نصائح وتوجيهات مناسبة للفطام الصحي.

الفطام الليلي

الفطام الليلي هو عملية التوقف عن الرضاعة أثناء الليل، وهي مرحلة حساسة لأنها تؤثر على نوم الطفل والروتين اليومي للأم. قد يكون الفطام الليلي مفيدًا لتحسين نوم الطفل وتقليل الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، ولكنه يتطلب تخطيطًا وصبرًا.

أهمية الفطام الليلي:

  • تحسين نوم الطفل: الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة ليلاً قد يجدون صعوبة في العودة للنوم بمفردهم، لذا يساعد الفطام الليلي في تعزيز النوم المستقل.
  • تقليل إرهاق الأم: يساعد الفطام الليلي الأمهات في الحصول على نوم أكثر راحة واستمرارية.

نصائح لتسهيل الفطام الليلي:

  1. التدريج: من الأفضل تقليل عدد مرات الرضاعة الليلية تدريجيًا بدلاً من التوقف المفاجئ. يمكن القيام بذلك بتقليل مدة الرضاعة تدريجيًا كل ليلة.
  2. التعويض بالعناق والراحة: إذا استيقظ الطفل في الليل، يمكن تقديم العناق أو التهدئة بدون الرضاعة. الهدف هو طمأنة الطفل دون اللجوء إلى الرضاعة.
  3. إدخال روتين ليلي جديد: يمكن إدخال أنشطة مهدئة قبل النوم مثل قراءة قصة أو أخذ حمام دافئ، لمساعدة الطفل على النوم دون الحاجة إلى الرضاعة.
  4. شريك الدعم: إذا كان الشريك أو أحد أفراد الأسرة يستطيع مساعدة الطفل في العودة للنوم، قد يكون من المفيد توزيع المسؤولية في الليالي الأولى من الفطام الليلي.

متى يجب البدء بالفطام الليلي؟

  • يختلف توقيت الفطام الليلي من طفل لآخر، ولكن معظم الأطفال يكونون مستعدين له بين 6 إلى 12 شهرًا، عندما يبدون في تناول أطعمة صلبة ويستطيعون النوم لفترات أطول دون الحاجة للرضاعة.
  • يجب استشارة طبيب الأطفال إذا كانت هناك مخاوف بشأن توقيت الفطام أو إذا كان الطفل يعاني من أي مشكلات في النمو.

التحديات المحتملة:

  • البكاء والاستيقاظ المتكرر: من الطبيعي أن يمر الطفل بفترة من الاعتراض والبكاء أثناء الفطام الليلي. يمكن أن يكون الأمر صعبًا، لكن مع الصبر والثبات على الروتين الجديد، يتأقلم معظم الأطفال تدريجيًا.
  • القلق العاطفي: قد يشعر الطفل بالقلق أو عدم الأمان نتيجة لتوقف الرضاعة الطبيعية في الليل. لذلك، من المهم تقديم الدعم والاحتضان لتعويض هذا الفقد العاطفي.

متى يزول تحجر الثدي بعد الفطام؟

تحجر الثدي بعد الفطام يحدث نتيجة لتوقف الرضاعة، مما يؤدي إلى تراكم الحليب في الثديين. هذا يمكن أن يسبب شعورًا بالثقل والألم. زوال التحجر يعتمد على عدة عوامل مثل طبيعة الجسم ومدى تدريج الفطام، ولكن في العادة، يمكن أن يستمر تحجر الثدي لبضعة أيام إلى أسبوعين.

العوامل التي تؤثر على مدة تحجر الثدي:

  1. التدرج في الفطام: إذا تم الفطام تدريجيًا، يقل احتمال حدوث التحجر الشديد، وقد يختفي التحجر بشكل أسرع مقارنة بالفطام المفاجئ.
  2. إنتاج الحليب: كلما كان إنتاج الحليب أعلى خلال فترة الرضاعة، زاد احتمال حدوث التحجر واستمراره لفترة أطول.
  3. التعامل مع التحجر: بعض التدابير مثل وضع الكمادات الباردة أو الدافئة، والتدليك الخفيف يمكن أن يساعد في تخفيف الألم والتورم.

كيفية تسريع زوال تحجر الثدي:

  • كمادات باردة: تساعد في تقليل التورم والألم.
  • تفريغ الثدي ببطء: يمكن لبعض الأمهات استخراج كمية صغيرة من الحليب يدويًا للتخفيف من التحجر، ولكن يجب الحرص على عدم تحفيز إنتاج المزيد من الحليب.
  • ارتداء حمالة صدر داعمة: يمكن أن يساعد في تخفيف الألم ودعم الثديين.
  • شرب كميات كافية من الماء: الحفاظ على الترطيب يساعد الجسم على التعامل مع التغيرات بشكل أفضل.

إذا استمر التحجر أو الألم لأكثر من أسبوعين أو إذا شعرتِ بأي علامات للعدوى مثل احمرار أو حرارة في منطقة الثدي، فمن المهم استشارة الطبيب.

الأسئلة الشائعة

من أكثر الأسئلة التي قابلناها فيما يخص تسهيل الفطام:

متى ينسى الطفل الرضاعة بعد الفطام؟

فترة نسيان الطفل للرضاعة تختلف من طفل إلى آخر، ولكن عادةً ما يستغرق الطفل بضعة أسابيع إلى شهرين بعد الفطام ليعتاد على عدم الرضاعة الطبيعية. يعتمد ذلك على عدة عوامل منها:

  • عمر الطفل عند الفطام: الأطفال الذين يُفطمون في عمر مبكر قد ينسون الرضاعة بسرعة أكبر مقارنة بالأطفال الأكبر سنًا الذين اعتادوا على الرضاعة لفترة أطول.
  • طريقة الفطام: الفطام التدريجي الذي يتم فيه تقليل عدد الرضعات تدريجيًا يمكن أن يساعد الطفل على التكيف بشكل أفضل، مقارنةً بالفطام المفاجئ.
  • البدائل الغذائية: تقديم بدائل مغذية وجذابة للطفل خلال فترة الفطام يمكن أن يساهم في جعل العملية أكثر سلاسة.

كيف أفطم طفلي من الرضاعة الطبيعية؟

فطام الطفل من الرضاعة الطبيعية قد يكون تحديًا، خاصة إذا كان الطفل يعتمد بشكل كبير على الرضاعة. ومع ذلك، هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لضمان عملية فطام ناجحة وسلسة:

  1. الفطام التدريجي:
    • تقليل عدد الرضعات ببطء: حاولي تقليل عدد الرضعات تدريجيًا على مدى أسابيع أو أشهر. على سبيل المثال، يمكنك البدء بإزالة إحدى الرضعات خلال النهار ثم تقليل الرضعات الليلية تدريجيًا.
    • تعويض الرضعات بوجبات غذائية صلبة: عندما يبدأ الطفل بتناول الطعام الصلب (حوالي عمر 6 أشهر)، يمكنك تقديم وجبات مغذية ومشبعة لتقليل حاجة الطفل للرضاعة.
  2. استخدام وسائل تشتيت الانتباه:
    • خلال الأوقات التي يتوقع فيها الطفل الرضاعة، جربي تقديم أنشطة أو ألعاب تلهيه عن الرضاعة، مما يساعده على نسيانها تدريجيًا.
  3. استبدال الروتين:
    • إذا كان طفلك يربط الرضاعة بروتين معين (مثل وقت النوم)، حاولي استبدال ذلك الروتين بأسلوب آخر، مثل قراءة قصة أو حضن دافئ، حتى لا يعتمد على الرضاعة للتهدئة أو النوم.
  4. الصبر والمرونة:
    • قد يواجه طفلك بعض الصعوبة في التكيف، لذلك من المهم أن تكوني صبورة ومرنة، ولا تترددي في التراجع عن خطوات الفطام إذا شعرتِ أن طفلك ليس مستعدًا بعد.

الفطام هو جزء طبيعي ومهم من نمو الطفل، لكنه قد يكون مليئًا بالتحديات. من خلال اتباع خطوات مدروسة وتقديم الدعم العاطفي والغذائي المناسب.

يمكن للأمهات تسهيل الفطام على أطفالهن وضمان نمو صحي وسليم. تذكر أن كل طفل فريد من نوعه، وقد يختلف توقيت الفطام وطريقته من طفل لآخر.

لذلك، من الضروري احترام إيقاع الطفل الخاص والاستجابة لاحتياجاته بشكل إيجابي وصحي.

واطلع أيضاً على معلومات إضافية ذات صلة مثل:

Dr. Salma Mahmoud

دكتورة ومعالجة نفسية واخصائية تربوية، خريجة كلية الآداب قسم الارشاد النفسي، حاصلة على شهادة الماجستير بالتعامل مع الأطفال من عمر يوم إلى عمر ثلاث سنوات، وشهادة الدكتوراه في الأساليب التربوية الحديثة. تجيد انشاء المحتوى العميق الذي يجيب بشكل علمي ودقيق حسب أحدث الدراسات عن المشكلات التي تواجه الاهل، وتقدم استشارات تربوية دقيقة للأمهات والآباء للتعامل مع أطفالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

ADblock Detected

يرجى اغلاق حاجب الإعلانات