الرضاعة الطبيعية بعد العملية القيصرية
الرضاعة الطبيعية بعد العملية القيصرية يمكن أن تكون تحدياً للأمهات الجديدات، اللواتي يختبرن الأمومة لأول مرة.
حيث تشعر العديد من الأمهات بالقلق حيال ما إن كان بإمكانهم اشباع أطفالهم بعد العملية الجراحية، وما إذا كانت العملية تؤثر على إنتاج الحليب.
في هذا المقال، سنتناول خطوات الرضاعة الطبيعية بعد القيصرية، الفوائد للأم والطفل، وكيفية تجاوز التحديات المحتملة.
أهمية الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية تعتبر المصدر الأمثل لتغذية الطفل منذ الولادة. وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية حول تغذية الرضع، ينصح بالرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل.
وذلك لأنها تمد الرضيع بالعناصر الغذائية الضرورية للنمو والتطور، وتوفر الرضاعة الطبيعية العديد من الفوائد، منها:
- تقوية جهاز المناعة لدى الطفل.
- تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة.
- تعزيز الارتباط العاطفي بين الأم والطفل.
ما يجب أن تعرفيه عن الرضاعة الطبيعية بعد العملية القيصرية
هناك بعض الأمور التي عليك ان تكوني على معرفة بها، خاصة أن الولادة قيصرية، وفي البداية لماذا يختلف الأمر عندما تكون الولادة عملية وليست طبيعية.
حسناً عندما تشعر الأم بأعراض الولادة وتهيئ الجنين للنزول، يجهز الدماغ حالة الثدي لإدرار الحليب من خلال تعديل مستويات هرمونات، وهنا لا مشكلة في غالبية الحالات في الرضاعة الطبيعية.
أما في حالة العملية القيصرية، يقوم الطبيب بسحب الطفل فجأة، خاصة إن تم تحديد موعد الولادة قبل بدء أعراض الطلق.
وهنا يحتاج الجسم لتحضير ليتمكن من تعديل نسب الهرمونات، مما قد يجعل الام تعاني بضعة أيام قبل إدرار الحليب، ولذلك يجب القيام ببعض الأمور الأساسية.
-
عدم تحديد موعد اختياري للعملية
في أيامنا هذه قد تختار الأم الولادة القيصرية بدافع الخوف، إلا أنها لا تدرك مدى سوء الحالة والمضاعفات التي قد تلاقيها.
لذا اتركي الخيار للطبيب إن كان وضعك يسمح فإن مؤشرات الولادة تساعد جسمك على العودة إلى حالته الطبيعة بشكل أسرع.
والأهم تساهم في تسريع إدرار الحليب، حيث أن إفراز هرمون البرولاكتين يأتي من حالة التلامس بين الأم والطفل.
لذا فإن كان خيار العملية القيصرية إجباري، اطلبي أن يكون التخدير موضعي كي تتمكني من مقابلة طفلك وإرضاعه فور ولادته.
-
الغذاء المتوازن
قد تمنعك العملية الجراحية من تناول بعض أنواع المأكولات الصلبة وتجبرك على تناول العصائر والشوربات، وهو أمر لا يساعد كثيراً في إدرار الحليب.
لذا يجب أن تشربي الكثير من الماء وتحاولي تناول المأكولات التي تحتوي على العناصر الغذائية، تناولي الشوفان والتمر والسمسم ومنتجاته، وحاولي زيادة عدد وجباتك بحوالي 30 – 40 %.
لا تنسي تناول الدهون والبروتين وارفقيهم بالألياف لمساعدة جهازك الهضمي،
-
التحضير النفسي والجسدي
تعد العملية القيصرية جراحة كبرى، وبالتالي فإن الأم تحتاج إلى بعض الوقت للتعافي.
فمن المهم الاستعداد للرضاعة الطبيعية حتى قبل موعد العملية من خلال استشارة طبيبك وفريق الرعاية الصحية حول الوضعيات المناسبة للرضاعة وكيفية العناية بالجسم بعد الجراحة.
2. وضعيات الرضاعة الطبيعية المناسبة
قد يكون من الصعب على الأم الرضاعة في الوضعيات التقليدية بسبب الألم في منطقة الجراحة. لذلك، يوصى بتجربة وضعيات تساعد في تخفيف الضغط على مكان الجرح. بعض الوضعيات التي قد تكون مريحة تشمل:
- وضعية الكرة الرياضية (Football Hold): في هذه الوضعية، يتم حمل الطفل بجانب الأم مع دعم رأسه بجانب الثدي، مما يمنع الضغط على الجرح.
- وضعية الاستلقاء الجانبي (Side-Lying Position): الأم تستلقي على جنبها مع وضع الطفل على جانبه أيضًا ليمتص الحليب، مما يتيح لها الراحة ويخفف الضغط على البطن.
3. الاستعانة بالمساعدة
قد تحتاجين إلى مساعدة في الأيام الأولى بعد الجراحة للرضاعة الطبيعية. لا تترددي في طلب المساعدة من أفراد الأسرة أو استشاري الرضاعة.
قد تكون بعض التقنيات مثل استخدام الوسائد الداعمة أو جهاز شفط الحليب مفيدة لتسهيل عملية الرضاعة.
4. إدارة الألم
الألم بعد العملية القيصرية قد يؤثر على راحتك وقدرتك على الرضاعة الطبيعية. تحدثي مع طبيبك حول استخدام المسكنات الآمنة التي لا تؤثر على إدرار الحليب.
فوائد الرضاعة الطبيعية بعد القيصرية
على الرغم من التحديات، فإن الرضاعة الطبيعية بعد العملية القيصرية توفر فوائد كبيرة لكل من الأم والطفل، بما في ذلك:
- تعزيز الشفاء: تساعد الرضاعة الطبيعية في تحفيز انقباض الرحم والحد من النزيف بعد الولادة، مما يسرع عملية الشفاء.
- تقليل مخاطر التهابات الثدي: يقلل الرضاعة من خطر حدوث احتقان الثدي والالتهابات.
- إنتاج الحليب بشكل أفضل: الرضاعة المبكرة والمستمرة تحفز إنتاج الحليب بشكل أسرع.
التغلب على التحديات
يمكن أن تواجه الأم بعض التحديات مثل الشعور بالتعب الشديد أو عدم القدرة على الجلوس لفترات طويلة. من المهم أن تكون الأم صبورة وتستمع إلى جسمها وتطلب المساعدة عند الحاجة. بعض التحديات تشمل:
- التعب الشديد: الراحة والاستعانة بالدعم من العائلة يساعد في تحسين قدرة الأم على الرضاعة.
- إنتاج الحليب البطيء: في بعض الحالات، قد يتأخر إنتاج الحليب بسبب الجراحة. يُنصح بالرضاعة بشكل متكرر لتحفيز الإدرار.
نصائح لتحسين تجربة الرضاعة الطبيعية بعد العملية القيصرية
الخلاصة ومن اجل رضاعة طبيعية سريعة بعد القيصرية اليك بعض النقاط الهامة:
- الرضاعة في أقرب وقت ممكن بعد الجراحة.
- تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الأطعمة التي تعزز إنتاج الحليب مثل الشوفان والمكسرات.
- شرب كمية كافية من السوائل للحفاظ على الترطيب.
- الراحة والاهتمام بالنوم الكافي قدر الإمكان.
الرضاعة الطبيعية بعد العملية القيصرية قد تكون تجربة صعبة ولكنها مليئة بالفوائد. من خلال التحضير الجيد.
واستخدام الوضعيات المناسبة، وطلب المساعدة عند الحاجة، يمكنك التغلب على التحديات وضمان حصول طفلك على أفضل بداية ممكنة.
تذكري أن كل رحلة أمومة فريدة، والأهم هو الراحة والصحة لكل من الأم والطفل.
واقراي أيضاً:
الرضاعة الطبيعية: حجر الأساس لبناء شخصية الطفل.
كيفية الرضاعة الطبيعية لتوأم لتسهيل المهمة على الأمهات.
جدول الرضاعة الطبيعية: دليل شامل للأمهات المرضعات.