علاج اللحمية عند الاطفال أمر يشغل بال الكثيرين، فهي ليست من المشكلات الصحية الشائعة، إذ تصيب بعض الأطفال ولكنها تؤثر على الجهاز التنفسي والسمعي لديهم.
ويُعد البحث عن حلول فعّالة وآمنة لهذه المشكلة أمرًا يشغل الأهالي الذين يعانون مع أبنائهم من هذه المشكلة رغبة منهم بالحفاظ على صحة الأطفال وجودة حياتهم.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل علاج اللحمية عند الأطفال بطرق طبيعية وبدون جراحة، بالإضافة إلى العلاجات بالأعشاب، وأعراضها، وكيفية التعامل مع اللحمية الزائدة.
ما هي اللحمية عند الأطفال؟
اللحمية، أو ما يُعرف بـ”اللوزتين الثالثة”، هي أنسجة لمفاوية تقع خلف الأنف وفي أعلى الحلق. تساعد هذه الأنسجة على حماية الجسم من الجراثيم والبكتيريا.
ولكن تضخمها أو التهابها قد يؤدي إلى مشكلات صحية تؤثر على التنفس والنوم وحتى السمع، مثل ضيق التنفس أو ضعف السمع.
أعراض اللحمية عند الأطفال
تختلف أعراض تضخم أو التهاب اللحمية بين الأطفال، ومن أبرزها:
- صعوبة التنفس: خاصة أثناء النوم.
- الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم.
- انسداد الأنف المستمر: حتى بدون نزلات البرد.
- التهابات الأذن المتكررة: التي قد تؤدي إلى مشكلات في السمع.
- رائحة الفم الكريهة.
- التنفس من الفم بشكل دائم.
- صوت أنفي أثناء الكلام مع التقدم بالعمر.
إذا ظهرت هذه الأعراض بشكل متكرر، يجب استشارة الطبيب لتحديد الخطوة التالية في العلاج.
قد يهمك: أسباب وعلاج القيء عند الرضع.
علاج اللحمية عند الاطفال بدون جراحة
بالرغم من أن الجراحة تُعتبر خيارًا شائعًا لعلاج تضخم اللحمية الشديد خاصة عند الكبار، إلا أنه في حالة الأطفال يفضل الأهل البحث عن طريقة أخرى، إلا أن هناك طرقًا يمكن اللجوء إليها قبل التفكير بالجراحة:
-
العلاج الدوائي
يمكن علاج اللحميات في بعض الأحيان عن طريق استخدام المضادات الحيوية، حيث تُستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية التي قد تكون سببًا في تضخم اللحمي.
وهنا هي مفيدة جداً لحلات الالتهاب وليس التضخم وخاصة إن كانت المشكلة في بدايتها.
كما يلجأ البعض إلى بخاخات الأنف مثل بخاخات الستيرويد التي تقلل الالتهاب والتورم، ولكنها ليست حلاً جذرياً.
كما أن مضادات الهيستامين مفيدة وتساعد في تخفيف أعراض الحساسية، مما يساعد الطفل على الراحة من الاعراض المرافقة.
-
العلاج الطبيعي
يحب الأهل دائماً وفي كل ما يتعرض له طفلهم ان يلجؤوا للعلاجات الطبيعية، وهو اعتقاد شائع بأنه الأفضل ولا يحمل مضاعفات، رغم أنه ليس دقيقاً دائماً.
ومن بين العلاجات الطبيعية
- تنظيف الأنف بمحلول ملحي يوميًا لتقليل الاحتقان وتحسين التنفس.
- تحسين جودة الهواء في المنزل باستخدام أجهزة الترطيب باعتدال.
- تبخير الطفل فوق مغلي بعض الأعشاب مثل الزعتر البري واللافندر للتخلص من الاحتقان.
علاج اللحمية عند الأطفال بالأعشاب
يُفضل بعض الآباء والأمهات تجربة العلاجات الطبيعية باستخدام الأعشاب قبل اللجوء إلى الأدوية، كما ذكرنا قبل قليل ومن أبرز العلاجات الطبيعية التي استخدمها أجدادنا:
الزنجبيل
يُعرف الزنجبيل بخصائصه المضادة للالتهابات، ويمكن استخدامه لتحسين التنفس وتخفيف الالتهاب. يُضاف مبشور الزنجبيل إلى كوب من الماء الدافئ مع العسل ويُقدّم للطفل.
البابونج
البابونج مهدئ طبيعي وله خصائص مضادة للالتهابات أيضاً. وله الكثير من الاستخدامات كالتبخير أو يمكن تحضير شاي البابونج وتقديمه للطفل لتخفيف الاحتقان.
الثوم
الثوم يحتوي على مضادات حيوية طبيعية تساعد في مكافحة الالتهابات كافة. يمكن تقطيع الثوم ومزجه مع العسل لتناوله، كما أنه ينفع في كافة حالاته أي يمكن وضعه مع الشوربة أو على الطعام مع الحذر في ضبط الكمية كي لا ينفر الطفل منها.
الكركم
الكركم معروف بخصائصه المضادة للالتهابات. إذ يمكن إضافته إلى الحليب الدافئ وتقديمه للطفل يوميًا، كما يمكن تقديمه للأطفال فوق عمر السنة مضافاً إلى اللبن الرائب، إذ يتمتع بالكثير من الفوائد للتحسين صحة الأمعاء والبكتيريا النافعة أيضاً.
زيت النعناع
زيت النعناع يساعد في تخفيف احتقان الأنف وتحسين التنفس، ويمكن اعتباره علاج آني أي يستخدم عند اللزوم، بحيث يمكن استنشاق بخار الماء الممزوج ببضع قطرات من زيت النعناع.
متى تكون الجراحة ضرورية؟
في بعض الحالات، قد لا تكون العلاجات الطبيعية أو الدوائية كافية، ومن هذه الحالات:
- استمرار انسداد الأنف وصعوبة التنفس.
- الشخير الحاد أو توقف التنفس أثناء النوم.
- التهابات الأذن المتكررة التي تؤثر على السمع.
- تأثير تضخم اللحمية على نمو الطفل أو أدائه المدرسي بسبب اضطرابات النوم.
- في مثل هذه الحالات، تُعد الجراحة (استئصال اللحمية) الخيار الأمثل لتخفيف الأعراض وتحسين جودة حياة الطفل.
الوقاية من تضخم اللحمية عند الأطفال
لا يمكن حماية الطفل بشكل قاطع من الإصابة باللحميات، إلا أنه يمكن التخفيف منها:
- الحرص على تقوية جهاز المناعة لدى الأطفال من خلال التغذية الصحية الغنية بالفواكه والخضروات.
- تجنب تعريض الأطفال لدخان السجائر أو الملوثات البيئية.
- الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام للحد من انتقال العدوى.
- تجنب الأماكن المزدحمة والملوثة بالغبار خاصة أيام الشتاء.
الأسئلة الشائعة حول علاج اللحمية عند الأطفال
وبما يخص موضوعنا علاج اللحمية عند الاطفال لدينا عدد من الأسئلة نرى أنه يجب الاطلاع عليها:
1. هل يمكن أن تختفي اللحمية تلقائيًا مع مرور الوقت؟
نعم، يمكن أن تختفي اللحمية تلقائيًا مع مرور الوقت في بعض الحالات، قد تتقلص اللحمية بشكل طبيعي مع تقدم الطفل في العمر.
2. هل تسبب اللحمية مشاكل مزمنة إذا لم تُعالج؟
إذا تُركت دون علاج، قد تؤدي إلى مشكلات في التنفس، واضطرابات النوم، والتهابات الأذن المتكررة.
3. هل العلاجات الطبيعية آمنة تمامًا للأطفال؟
بشكل عام، العلاجات الطبيعية آمنة إذا استُخدمت بحذر وبالجرعات المناسبة. يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل تجربة أي علاج جديد.
4. ما مدة التعافي بعد جراحة استئصال اللحمية؟
عادةً ما يتعافى الأطفال خلال أسبوع إلى أسبوعين بعد الجراحة، مع تقليل الأنشطة البدنية خلال هذه الفترة.
5. هل يمكن أن تعود اللحمية بعد استئصالها؟
في بعض الحالات النادرة، قد تعود اللحمية للنمو، خاصة إذا كان الطفل يعاني من الحساسية.
6. هل هناك آثار جانبية لعلاج اللحمية بالأعشاب؟
إذا استُخدمت الأعشاب بشكل صحيح وبالجرعات المناسبة، فإن الآثار الجانبية نادرة. ومع ذلك، قد يعاني بعض الأطفال من الحساسية تجاه بعض الأعشاب.
علاج اللحمية عند الأطفال يعتمد على شدة الأعراض والحالة الصحية العامة للطفل. يمكن البدء بالعلاجات الطبيعية مثل الأعشاب والبخاخات الملحية، مع مراقبة التحسن.
في الحالات الشديدة، قد تكون الجراحة ضرورية لضمان راحة الطفل وجودة حياته، فإذا كان طفلك يعاني من أعراض تضخم اللحمية، فلا تتردد في استشارة طبيب متخصص لتحديد الخيار الأفضل للعلاج.
ولمعلومات أكثر اقرأ:
علاج حساسية اللاكتوز عند الأطفال.
علاج ارتجاع المريء عند الرضع.
علاج البلغم عند الرضع بطرق منزلية آمنة.
