ما مخاطر الحمل بتوأم في كيسين

مخاطر الحمل بتوأم في كيسين ترتفع مقارنةً بالحمل الأحادي بسبب تعدد الأجنة.
تقدم هذه المقالة رؤية شاملة ونصائح عملية للتعامل مع هذه الحالة، مع توضيح المخاطر وكيفية الوقاية، بما يعود بالنفع على الأم والجنين.
سنستعرض أهم النقاط الطبية، الغذائية، والإجرائية لضمان سلامة الحمل حتى الولادة. إذ الهدف تقديم معلومات موثوقة.
ما هي مخاطر الحمل بتوأم في كيسين
الحمل بتوأم في كيسين يعني وجود جنينين في رحم الأم، كلٌّ منهما في كيسٍ أمينيوسي مستقل ومشيمة منفصلة.
يحدث هذا عادة عندما تنقسم بويضة مخصبة إلى جنينين مبكرًا، أو عندما يتم تخصيب بويضتين منفصلتين. ويُعرف طبيًا باسم Dichorionic Diamniotic twin pregnancy.
أسباب حدوث مخاطر في الحمل بتوأم
هناك العديد من الأسباب المتوقعة بعضها يستند إلى أبحاث علمية مثبتة والبعض الآخر الأبحاث غير مكتملة ولكن من ضمنها:
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي لحمل التوائم يؤدي إلى احتمال أعلى لحدوث التوأم في كيسين.
- التلقيح المساعد: مثل الحقن المجهري (IVF) يزيد من احتمالية إنجاب توأمين أو أكثر.
- عوامل ديموغرافية: كالعمر المتقدم للأم (>35 سنة) والتغذية الجيدة التي تساهم في زيادة فرص التخصيب المتعدد.
- العرق: بعض الدراسات تشير إلى أن النساء من أصول إفريقية لديهن نسب أعلى من الحمل بتوأم مقارنةً بمناطق أخرى.
اقرأي أيضاً: كيفية وطرق حمل بتوأم.
مخاطر الحمل بتوأم في كيسين على صحة الأم
تتضاعف مخاطر العديد من الاضطرابات الصحية عند الحمل بتوأم في كيسين، ويتم التركيز بشكل خاص على ما يلي:
ارتفاع ضغط الدم الحملي وتسمم الحمل
وهي حالة ليست شائعة عموماً فاحتمال الإصابة يتراوح بين 15–18% مقابل 5–8% في الحمل الأحادي.
أعراض التحذير: صداع مستمر، رؤية ضبابية، تورم مفرط في الوجه أو اليدين، ولذا ينصح بالقياس الدوري لضغط الدم وفحوص بروتين البول.
سكري الحمل
يحدث سكري الحمل في 20–25% من حالات التوأم ثنائي المشيمة، مقارنةً بحوالي 10–12% في الحمل الأحادي.
كما يرتبط بزيادة حجم الجنينين وصعوبة الولادة، لذا يُجرى اختبار تحمل الجلوكوز بين الأسبوع 24–28.
فقر الدم ونقص المغذيات
وهو أمر فيزيولوجي طبيعي، فالحاجة إلى الحديد وحمض الفوليك تزداد بنسبة 30–50% لتلبية احتياجات جنينين.
وهنا في هذه الحالة يُنصح بفحص مخزون الحديد (Ferritin) وتحليل الدم الكاملة شهريًا.
خطر النزيف قبل الولادة
تكبير حجم الرحم يزيد من الضغط على الأوعية الدموية، وقد يؤدي إلى انفصال مبكر للمشيمة أو نزيف قبل الولادة.
لذلك تحتاج الحامل بتوأم إلى المراقبة الدورية بطب الموجات فوق الصوتية لفحص وضع المشيمة وطول عنق الرحم، خاصة في الربع الثلث الأخير من الحمل.
الولادة المبكرة
يصل معدل الولادة قبل الأسبوع 37 إلى 50– 60% في حالات الحمل بتوأم حقيقي، مقابل أقل من 10% في الحمل الأحادي.
لذا تظهر الحاجة المحتملة لاستخدام بيتاميثازون لتحفيز نضج رئتي الجنينين قبل الأسبوع 34، والاستعداد لنقلهما إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU).
تأثير الحمل بتوأم في كيسين على نمو الأجنة
يواجه التوأم في كيسين مجموعة من المخاطر الخاصة بنموهما ورفاهيتهما، ومن أبرزها:
الولادة المبكرة وخِدج الولادة
الولادة عادة تكون بين الأسبوع 35–36 بدلاً من 39–40، مما يزيد احتمال مشاكل التنفس وانخفاض وزن الولادة.
وقد تحتاج الأجنة إلى دعم تنفس اصطناعي ومتابعة دقيقة في NICU.
اختلاف معدل النمو بين الجنينين (Selective Growth Restriction)
يحدث عندما يحصل أحد التوأم على تدفق دم أكثر من الأخ، مما يؤدي إلى تأخر نمو أحدهما.
يُنصح بإجراء فحوص دوبلر كل 2–3 أسابيع لفحص سرعة الدم في شريان السرة والتأكد من توازن النمو.
انفصال المشيمة (Placental Abruption)
قد يحدث في 2–3% من حالات التوأم ثنائي المشيمة مقارنة بحوالي 1% في الحمل الأحادي.
يتطلب مراقبة الضغط وفحوص تخثر الدم بشكل دوري.
مشكلات الحبل السري
كل جنين في كيس مستقل يقلل احتمال تداخل الأوعية، لكن التفاف الحبل والانفتالات لا تزال واردة.
استخدام الأمواج فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد (3D) يساهم في الكشف المبكر عن تشابك حبل السرة.
اطلعي على: كيفية الرضاعة الطبيعية لتوأم لتسهيل المهمة على الأمهات.
مخاطر الإجهاض وفقدان الجنين
احتمال فقدان أحد التوأم في الثلث الأول قد يتراوح بين 5–10%، ويتطلب متابعة لتقييم صحة الجنين المتبقي.
تشخيص وإدارة مخاطر الحمل بتوأم في كيسين
يتطلب المتابعة الدقيقة بدءًا من الأسابيع الأولى لضمان صحّة الأم والأجنة:
الفحص بالموجات فوق الصوتية
يُجرَى عادة في الأسبوع 6–8 للكشف المبكر عن عدد الأجنة وعدد الأكياس الأمنية (العلامة المميزة “علامة اللامبدا” أو Lambda Sign).
متابعة متكررة كل 4 أسابيع حتى الأسبوع 24، ثم كل أسبوعين حتى الأسبوع 32، وأخيرًا أسبوعيًا حتى الولادة.
تحاليل الدم واختبارات فحص الجينات
NIPT (Non-Invasive Prenatal Testing): بدءًا من الأسبوع 10، يُساعد في الكشف عن تشوهات كروموسومية.
الفحوص الدورية: فحص نسبة الهيموجلوبين (لفقر الدم)، واختبار تحمل الجلوكوز (لسكري الحمل)، ووظائف الكلى والكبد.
فحوص دوبلر لمتابعة التروية المشيمية
يُجرَى Doppler Ultrasound بدءًا من الأسبوع 20 لرصد سرعة تدفق الدم في شرايين الحبل السري والشريان الدماغي الأوسط.
يساعد في الكشف المبكر عن تأخر نمو أحد الجنينين أو ضعف التروية.
المخطط القلبي الجنيني (Non-Stress Test)
يُستخدم من الأسبوع 32–34، لمراقبة معدل نبضات قلب الأجنة واستجابتها للحركة.
يكشف عن الإجهاد الجنيني في الحالات ذات خطر مرتفع.
الراحة النسبية والنشاط اليومي
يُنصح بتقليل المشي الطويل والوقوف لفترات مطوّلة، مع ممارسة تمارين خفيفة (المشي والسباحة وتمارين قاع الحوض).
جلسات التنفس واسترخاء العضلات تساعد على تخفيف التوتر والقلق.
الدعم النفسي والاجتماعي
قد تواجه الأم توترًا وقلقًا زائدين نتيجة الحمل بتوأم.
جلسات استشارية مع أخصائي نفسي أو مجموعات دعم الأمهات تساهم في التخفيف من الضغط النفسي.
التغذية والدعم الطبي للحامل بتوأم في كيسين
التغذية السليمة والالتزام بالإرشادات الطبية هما المفتاح لصحة الحمل وتفادي المضاعفات:
زيادة السعرات الحرارية
تحتاج الأم إلى زيادة 300–500 سعرة حرارية يوميًا أكثر من الحمل الأحادي، مع التركيز على مصادر غنية بالبروتين (كالبقوليات واللحوم الخالية من الدهن).
يُستهدف 1.5–2 جرام بروتين لكل كيلوغرام من وزن الأم قبل الحمل.
الفيتامينات والمعادن الأساسية
يجب على الحامل بشكل عام التركيز على الفيتامينات أهمها:
- حمض الفوليك: 1 ملغ يوميًا لتقليل مخاطر التشوهات الخلقية.
- الحديد: 30–45 ملغ يوميًا لمنع فقر الدم، مع التأكد من تناول مكملات إذا كانت مستويات مخزون الحديد منخفضة.
- الكالسيوم: 1000–1200 ملغ يوميًا لدعم تكوين عظام الجنينين.
- فيتامين د: 600–800 وحدة دولية يوميًا لتعزيز امتصاص الكالسيوم وتقوية جهاز المناعة.
شرب السوائل
ما لا يقلّ عن 2.5–3 لترات ماء يوميًا لتجنب الجفاف وتحسين تدفق الدم إلى المشيمتين.
يُمكن شرب عصائر طبيعية ومنتجات الألبان قليلة الدسم لزيادة المغذيات.
تفادي الأطعمة الضارة
الابتعاد عن اللحوم والأسماك النيئة والجبن غير المبستر لتجنّب انتقال البكتيريا والطفيليات.
الحد من تناول الكافيين (أقل من 200 ملغ يوميًا) لتفادي انخفاض وزن الولادة.
المتابعة الطبية الدورية
زيارات منتظمة كل أسبوعين حتى الأسبوع 28، ثم أسبوعيًا إلى الولادة، مع قياس الوزن، الضغط، ومراقبة ارتفاع قاع الرحم (Fundal Height).
فحص السكر في الدم وضغط الدم واستشارة اختصاصي تغذية في حال ظهور علامات نقص أو زيادة الوزن المفرط.
الأسئلة الشائعة
أهم التساؤلات حول مخاطر الحمل بتوأم في كيسين:
كيف يمكن معرفة الحمل بتوأم في كيسين مبكرًا؟
يظهر بموجات الصوت في الأسبوع 6–8 وجود كيسين أمينيوسيين منفصلين مع مشيمتين مستقلتين.
ما أهم الإرشادات للوقاية من تسمم الحمل؟
متابعة ضغط الدم بانتظام، تناول نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن الملح الزائد.
هل يجوز السفر جواً للحامل بتوأم في كيسين؟
يُفضَّل تجنب السفر الطويل بعد الأسبوع 28، وإذا لزم الأمر يجب استشارة الطبيب والحصول على موافقته.
ما الوضع الأمثل للولادة لتوأم ثنائي المشيمة؟
إذا كان الجنين الأول في وضع مناسب يمكن الولادة المهبلية، وإلا تُجرى ولادة قيصرية لتفادي المخاطر.
مخاطر الحمل بتوأم في كيسين تتطلب متابعة دقيقة بدايةً من التشخيص المبكر حتى الولادة، مع الالتزام بنظام غذائي مناسب، والزيارات الدورية للطبيب.
إن الفحوص المنتظمة، فتْحُ قنوات التواصل مع فريق الرعاية الصحية، والدعم النفسي والاجتماعي يضمنون تميّز تجربة الحمل ويقللون المضاعفات على الأم والجنينين.
ولمعلومات أكثر ذات صلة اقرأ:
أسباب التشنج في بطن الحامل.
خطر ارتفاع درجة الحرارة أثناء الحمل.
قائمة أطعمة ممنوع تناولها للحامل.