طرق التربية الايجابية للأطفال دليل شامل للأمهات والآباء
أصبحت التربية الايجابية للأطفال محط أنظار الأهل في الآونة الأخيرة حيث أنها من أهم العوامل التي تؤثر على تطورهم ونموهم النفسي والاجتماعي.
كما تعتبر التربية الصحيحة للأطفال عملية معقدة تتطلب الكثير من الجهد والصبر، خاصة في ظل تطور النظريات والطرق الحديثة التي تؤكد على أهمية تربية الأطفال بطريقة داعمة، بناءة، وقائمة على الحب والاحترام.
في هذا المقال، سنستعرض أفضل طرق التربية الإيجابية، وسنركز على مفهوم التربية وكيفية تطبيقها مع أطفالك، بالإضافة إلى نصائح هامة للأمهات في تربية الأطفال.
تعريف التربية الايجابية للأطفال
هي منهج تربوي يركز على تعزيز السلوك الجيد لدى الأطفال من خلال الدعم والتشجيع، بدلاً من العقاب والترهيب. وتتضمن هذه التربية مبادئ رئيسية تهدف إلى بناء شخصية الطفل بطريقة صحية ومتوازنة.
وهي إحدى أساليب التربية التي تهدف إلى بناء شخصية الطفل من خلال دعم نموه العاطفي والاجتماعي بشكل متوازن. وأيضاً تعتمد التربية الإيجابية على الحب والاحترام المتبادل بين الوالدين والأطفال، وتساعد في بناء علاقة صحية وقوية معهم.
مبادئ التربية الإيجابية
أهم مبادئ التربية الإيجابية التي يتفق عليها جميع المراجع والدراسات مؤخراً:
-
الاحترام المتبادل
يجب أن يشعر الطفل بالاحترام من قبل والديه ليتمكن من احترام الآخرين، حيث أن هذا الكيان الصغير هو في نهاية الأمر مشروع انسان مستقل، وبما أن الطفل يحتاج الشعور بأهميته وقيمته.
ويبني نظرته إلى نفسه من خلال قيمته في عيني أهله ومكانته لديهم، فإن التعامل باحترام مع كيان الطفل وعدم اهانته أو شتمه أو التقليل منه ستجعله طفل واثق من نفسه وقوي نفسياً.
-
التواصل الفعّال
التحدث مع الطفل والاستماع إليه بجديّة ومناغات وتقليده يعزز من فهمه للعالم حوله ويعزز ثقته بنفسه أيضاً، كما أنه يبني لديه مهارات التواصل الفعال والحوار والاستماع الجيد.
ويعزز قدرة دماغه على التحليل والتفكير وإصدار الرأي، مما يجعله في المستقبل شخص منطقي ويعرف ماذا يريد فقد اعتاد منذ الصغر على معرفة احتياجاته ومتطلباته بنفسه.
-
التوجيه بدلاً من العقاب
بدلاً من استخدام الحساب والتدقيق لتصحيح الأخطاء، ويُفضل توجيه الطفل وتصحيح سلوكه بطريقة مشجعة، حيث يقع الأهل في الخطأ بأكثر من طريقة فبعضهم يتخذ عقوبات شديدة تؤذي طفلهم دون أن يشعروا مثل الصراخ والشتم، والضرب في بعض الأحيان.
والأخطر بينها جميعاً هو ربط حبهم له بأخطائه، وعدم تقبلها او استيعابها، كما يتخذ آخرون موقفاً مضاداً تماماً لما سبق، حيث يتغاضون كثيراً عن أخطاء أطفالهم ويتركونهم على حريتهم المطلقة دون الإشارة إلى الخطأ.
مما ينتج شخص غير قادر على الاعتراف بأخطائه، وإن كانت الأم أو الأب يبررون له دائماً فسيجدون طفلهم في المستقبل يلقي اللوم على الجميع من حوله وغير قادر على تحمل مسؤولية حياته.
إن التربية الصحيحة والإيجابية في هذه الحالة هي الإشارة إلى خطأ الطفل واحتضانه والتحدث إليه، ومحاسبته بأن نقول هذا خطأ ولكن لا بأس الجميع يخطئ ويتحمل مسؤوليه أخطائه، لهذا فإنك ستقوم بكذا وكذا لأنك أخطأت.
كما أن أفضل طرق إنزال العقاب هو ما أحب تسميته بالعقوبة الإيجابية، فمثلاً إن قام طفلك بسكب العصير على الأرض، يمكننا أن ندعه يساعد في تنظيفه لأنه أخطأ، وبالطبع هذا ليس وارد دائماً ولكن يمكننا اتباعه قدر الإمكان لتربية ايجابية سليمة لطفلك.
-
تشجيع الاستقلالية
إعطاء الطفل الفرصة لاتخاذ قراراته الخاصة يعزز من ثقته بنفسه، وهي من أكثر الأمور التي يحتار الأهل في تطبيقها، ولكني اليوم سأساعدكم في اتخاذ القرار بشأن حرية الطفل واستقلاليته.
الطفل على مستوى وعيه لا يحتاج استقلالية مطلقة، وإنما يحتاج للشعور بأنه صاحب القرار، فهذا احتياج فطري وضروري لنموه وتطور قدراته العقلية والنفسية، لذا يمكننا ترك القرار للطفل في الأمور البسيطة كأن يختار بين خيارين أو ثلاث من الأطعمة أو الملابس أو مكان الزيارة.
يمكنك دائماً أن تسأل طفلك ماذا تحب أن تلبس كذا أو كذا، هل تأكل هذا أم هذا، هل نذهب اليوم أم غداً، ولا تنسى أن تحصر الخيارات بما يناسبك أنت حتى لا تضطر لتغير القرار الذي يتخذه طفلك.
-
التعبير عن الحب والاهتمام
يعتمد هذا المبدأ من مبادئ التربية الايجابية للأطفال على تقديم الحب والاهتمام للأطفال بشكل مستمر، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويشعرهم بالأمان، حيث يتعمد بعض الأهل إخفاء حبهم لأطفالهم بحجة انهم لا يريدون أن يجعلوهم أطفال مدللين، ولكن لا يكفي أن نحبهم.
انتبه إلى أنه لا يكفي أن نحبهم، وإنما يجب أن يكون الحب روتين يومي نعبر عنه في كل لحظة بالكلمات والحضن والأفعال والقبلات والتشجيع وإظهار التعاطف والدلال.
ولا تقلق الحب وإظهار المحبة والحنان ليس عاملاً يسهم في جعل الطفل ضعيف وغير مسؤول على العكس تماماً هو أمر أساسي وضروري لبناء إنسان قوي وواثق ومستقل ومسبع عاطفياً.
كيفية تطبيق التربية الإيجابية مع أطفالك
لتطبيق التربية الايجابية للأطفال مع طفلك، يمكنك اتباع الخطوات التالية:
- الاستماع الجيد: احرص على الاستماع إلى ما يقوله طفلك دون مقاطعة. هذا يعزز شعور الطفل بأن كلامه مهم وأنك تهتم بمشاعره، واستمع بصدق وافهم فإن كنت مستمعاً جيد سيكون هو أيضاً مستمع جيد.
- التواصل الواضح والمباشر: استخدم لغة واضحة وبسيطة بمستوى استيعاب طفلك ومباشرة عند التحدث معه وضح له التوقعات والقيم التي ترغب في غرسها فيه، بأقل عدد كلمات ممكن وحاول الاختصار دائماً حيث أن الطفل لن يكون قادراً على التركيز لفترة طويلة، هي فقط بضع ثواني لا أكثر.
- تشجيع السلوك الإيجابي: عندما يظهر طفلك سلوكًا إيجابيًا، امدحه واثنِ عليه. هذا يحفزه على تكرار السلوك الجيد، وبدلاً من التأنيب ركز أكثر على المدح فكل ما تركز عليه ينمو ويزدهر ويتألق وكل ما تتجاهله يختفي مع الوقت ويتلاشى لا تنسى هذا.
- إعطاء بعض المسؤوليات والمهام للطفل منذ شهوره الأولى: نعم اعطي طفلك مسؤولية ألعابه، ودعه يمسك الملعقة ويلتقط طعامه وحده، ودعه يختار لعبته وابعد عنه الأشياء واجعله يمضي نحوها وحده.
وانتبه أن تقوم بحل مشاكل طفلك بدلاً مه، ليحاول وحده الصعود إلى الكرسي، والنزول عن الدرج مع بعض الحرص، وتخطي الحواجز حفز عقله على البحث عن الحل بنفسه هكذا فقط سيكون مسؤولاً.
نصائح للأمهات في تربية الأطفال
- تجنب الصراخ: الصراخ يؤثر سلبًا على نفسية الطفل ويضعف علاقتك به. حاولي استخدام نبرة صوت هادئة ومتفهمة ولا تتحدثي مع الطفل إن كنت غير قادرة على التحكم بغضبك.
- تعليم الطفل المسؤولية: شجع طفلك على تحمل المسؤولية من خلال تكليفه بمهام بسيطة تتناسب مع عمره.
- تشجيع القراءة والتعلم: القراءة تفتح آفاقًا جديدة أمام الطفل وتنمي مهاراته الفكرية، وتجعل خياله أكثر نشاطاً وإبداعاته أكثر حيوية، احضري القصص الملونة لطفلك واقراي له الكثير من الحكايات فهذا الكثير من الفوائد.
- الالتزام بروتين يومي: يساعد الروتين اليومي الطفل على الشعور بالاستقرار والأمان، ويساعدك على المزيد من الراحة بعلاقة مستقرة مع الطفل قومي بنفس السلوك اليومي خاصة عند الاستيقاظ وقبل النوم.
- متى تبدأ تربية الطفل: تبدأ التربية الصحيحة من اللحظات الأولى لولادة الطفل، إذ يتعلم من خلال مراقبة سلوك والديه والتفاعل معهما فانتبهوا إلى سلوككم أممه.
الفرق بين التربية الإيجابية والعقاب
التربية الايجابية للأطفال تركز على تعزيز السلوك الجيد من خلال التشجيع والتوجيه، بينما يعتمد العقاب على تصحيح السلوك السلبي من خلال فرض عقوبات والتأنيب.
الفرق الأساسي بينهما يكمن في الهدف؛ فالتربية الإيجابية تهدف إلى بناء شخصية الطفل بشكل صحي ومستقل، بينما قد يؤدي العقاب إلى شعور الطفل بالخوف أو القلق.
نصائح لتربية الأطفال
إليكم في الختام وتلخيصاً لما سبق أهم 10 نصائح لتربية الأطفال:
- كن قدوة حسنة.
- استمع لطفلك بصدق.
- ضع حدودًا واضحة ومتسقة.
- شجع طفلك على اتخاذ القرارات.
- علم طفلك حل المشكلات.
- اقضِ وقتًا ممتعًا مع طفلك.
- تحلى بالصبر واضبط ردود أفعالك العشوائية.
- علم طفلك الاحترام المتبادل واحترم كيانه.
- اعترف بمشاعر طفلك وتعاطف مع وجعه ودعه يعبر عن كل ما يجول بداخله.
- شجع استقلالية طفلك وحريته في اتخاذ قراراته المحدودة باحتمالاتك.
وصايا الرسول في تربية الأبناء
كان للرسول محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا في تربية الأبناء، منها:
- التربية بالقدوة: كان النبي قدوة حسنة في معاملته مع الأطفال.
- الرفق واللين: دعا النبي إلى استخدام الرفق واللين في التعامل مع الأبناء.
- العدل بين الأبناء: حثّ الرسول على العدل بين الأبناء وعدم التمييز بينهم.
الأسئلة الشائعة
من أهم الأسئلة التي تدور حول موضوع التربية الإيجابية:
هل تُناسب التربية الإيجابية جميع الأطفال؟
نعم، تناسب التربية الحديثة جميع الأطفال، ولكن يجب تعديل الأساليب المستخدمة وفقًا لشخصية كل طفل واحتياجاته الفردية. على سبيل المثال، بعض الأطفال يحتاجون إلى مزيد من التوجيه والتشجيع، بينما قد يحتاج آخرون إلى تركيز أكبر على بناء الثقة بالنفس.
كيف أربي أولادي بطريقة صحيحة؟
لتربية أطفالك بطريقة صحيحة، يمكنك اتباع هذه النصائح:
- تعزيز الثقة بالنفس: ساعد طفلك على بناء ثقته بنفسه من خلال التشجيع والدعم المستمر.
- تقديم نموذج إيجابي: كن قدوة لطفلك في السلوك والتعامل مع الآخرين.
- الحوار المفتوح: شجع طفلك على التحدث عن مشاعره وأفكاره.
- التعليم بالقصة: استخدم القصص لتعليم طفلك القيم والمبادئ الأخلاقية.
- الاهتمام بالاحتياجات العاطفية: اهتم بمشاعر طفلك وكن دائمًا موجودًا لدعمه.
تعتبر التربية الايجابية للأطفال من أعظم المسؤوليات التي تقع على عاتق الآباء. باستخدام أساليب التربية الإيجابية والتوجيه الصحيح، يمكن للوالدين تنشئة أطفال يتمتعون بالثقة بالنفس والاستقلالية والقدرة على التعامل مع تحديات الحياة.
وأنت ما رأيك بما قرأت اخبرنا بوجهة نظرك، واطرح الأسئلة والنقاشات التي ترغب بها فنحن هنا للإجابة.