التعامل مع الاطفال بعمر سنتينالتعامل مع الطفل

كيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين

يشكل التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين تحديًا كبيرًا للآباء والأمهات في هذه المرحلة.

حيث يمر الطفل بتغيرات كبيرة في نموه الجسدي والعاطفي، مما يجعله عرضة لسلوكيات قد تكون صعبة الفهم والتعامل معها.

وإن فهم الأسباب الكامنة وراء هذه السلوكيات العدوانية وتعلم كيفية التعامل معها بشكل بناء لا يكسر الطفل ولا يقلل من قيمته ولا يضعف شخصيته، هذا بالتحديد ما نرغب بالحديث عنه مفصلاً في مقالنا.

محاولة فهم سلوك الطفل العدواني

الخطوة الأولى في التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين هي محاولة فهم الدوافع التي تقف وراء سلوكه.

وبدايةً دعونا نعرف خواص الطفل في عمر السنتين:

  1. حالة متمردة تنزع لتكوين الأنا، لاحظ ان الطفل قبيل هذا العمر هو لا يملك أنا الملكية في الغالب، سترى لدى بعض الأطفال حتى أسلوب أن يقول فلان يريد كذا بلاً من قوله أنا أريد، ولكن في عمر السنتين ستتكرر كثيراً كلمة أنا على لسانه، وسينزع دوماً للملكية الشخصية.
  2. المخزون اللغوي الضعيف: وهو أساس المشكلة في الغالب، حيث يحاول الطفل الاستقلال بنفسه واتخاذ قراراته الساذجة ولكنه لا يملك ما يكفي من الكلمات وليس لديه رصيد وقدرة على التحكم يعبر عن ذاته كما يريد مما يراكم حالة من الغضب والضغط والتوتر مما ينشئ العدوانية.
  3. الحساسية ضد المشاعر: مما يجهله العديد من الأهالي أن الطفل عموماً والطفل في هذا العمر يستطيع قراءة المشاعر وهو ما يجعله يتأثر بالبيئة المحيطة بشكل مبالغ فيه ويستقطب زعل وانزعاج الأم والأب وكذلك تعاملهم مع بعض ومعه، وبالأخص ردود أفعالهم الغير محسوبة.
  4. الطموح والرغبة الفطرية بعدم الاعتماد على الآخرين: في الوقت الذي تعد قدراته بسيطة لا تتعدى حمل ألعابه، فبنظرته لنفسه يعتقد أنه بإمكانه القيام بكل شيء وحده ولهذا فإن تضارب الاعتقاد البريء البسيطة لديه مع الواقع يخلق جواً من التوتر والضغط لديه يجعله عدوانياً.
  5. رفض الأهل: نعم تماماً معاندة الأهل لطفلهم وإجباره على الخضوع لأمرهم، بالإضافة إلى ردود أفعالهم السلبية ضد استقلاليته المزعومة تجعله يشعر بأهمية ما يحاول فعله، وبالتالي يزداد أكثر في عدوانيه من باب لفت النظر.
  6. الشعور بالإحباط: في بعض الأحيان شعور الطفل بحالة من التجاهل والإنكار أو عدم الأهمية من الأهل يولد حالة من الغضب تجعل الطفل يتصرف بعدوانية ليحظى بانتباه الأهل.
  7. طبيعة تعامل الأهل مع طفلهم: فإن كنت في حالة ما تتعامل بعدوانية مع الطفل، أو تغضب عليه في أوقات معينة دون أن تدرك فهنا يكون السبب ببساطة اكتساب سلوك بالتقليد.
  8. الغيرة: عندما يكون للطفل أخ أكبر أو أصغر منه، فإن الغيرة أمر طبيعي أما العدوانية فهي عندما لا يستطيع الطفل التعبير عن غيرته.

التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين

لاحظوا معي في تلك الأمور التي سبق ذكرها هناك شيء واحد مشترك بينها جميعاً، وهو المشاعر، الشعور بالخوف، بالإهمال، الشعور بالقلق، بعدم الأمان، الشعور بالغيرة، الشعور بالحماس، الشعور بالرغبة في الاستقلالية، الشعور بعدم الكفاية، الشعور بالإحباط، الشعور بالغضب.

أي أن طفلكم بركان من المشاعر العارمة التي لا يستطيع التعبير عنها ولا يعرف كيف يتخلص منها فتظهر بشكل عدواني وعصبي.

فإذاً الحل بسيطة وسريع وهو كالتالي باختصار:

  • تعليمه التعبير عن المشاعر.
  • دعم المهارات اللغوية.
  • تلبية الحاجة إلى الاهتمام.
  • أن تكون المثل الأعلى. 
  • تفادي الشعور بالغيرة.

كيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين

الآن تعالوا نفصل أكثر في هذه الإجراءات:

  • تعليمه التعبير عن المشاعر

ساعد طفلك في التعبير عما شعر به، بحيث قم بالتحدث مع الطفل عن المشاعر، احضر الأيموجي، واصنع الألعاب التي تجعل الطفل يفهم ما يحدث بداخله.

حاول مع طفلك أن تعرف المشاعر وتحدد كلمات خاصة بينك وبينه ليستطيع إخبارك بما يشعر به، ويمكن أيضاً الاتفاق مع الطفل على إجراء نتخذه عند الإحساس بالشعور.

فمثلاً اسأل طفلك ماذا تحس في أي مكان في جسمك بالضبط، هل هو في منطقة البطن وأشر إليه، هل هو في منطقة الصدر، وعلم طفلك أن يضع يده في مكان الشعور، اسأله هل هو حار أم بارد أم ثقيل.

قد تضن أن الطفل لن يفهمك ولكن في الحقيقة، هو يحتاج فقط اللغة أو طريقة العبير، لذا فإنك ستساعده كثيراً. وإن أردت نصيحة الخبراء فإن الحضن هو أفضل حل للتخلص من المشاعر في هذا العمر.

بعد كل حديث عن الشعور كن الحضن الدافئ لطفلك، وخذه بين يديك واجعلها عادة، في أوقات محددة، حضن الصباح، حضن قبل النوم، حضن المساء وهكذا.

هذا سيعزز ارتباط الطفل بوالديه وليكن الحضن جزء أساسي من التعامل مع الطفل أكثر من التقبيل، لأنه سيختصر حالات الضعف لديه والإحساس بقلة الأهمية، والإحساس بالعجز أيضاً.

وإن كان لديك طفل آخر سيجعل الطفل أيضاً قادراً على التعامل مع شعور الغيرة، والتعبير عنه أكثر، وهذا سيجنبكم الكثير من الأعراض الجانبية للغيرة والعدوانية تحديداً.

وكرر للطفل لا تصرخ قل أنا غاضب، ولا تضرب بل قل أنا منزعج، وهي إحدى طرق التربية الإيجابية أيضاً، عود طفلك على الحوار واستخدام الكلام بدلاً من العنف.

إذا كنت تتعامل مع طفل عدواني في عمر السنتين، فمن المهم أن تتبع نهجًا متوازنًا يجمع بين الفهم والحزم. إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد:

التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين

  • الهدوء والثبات

والقصد هنا عند نوبات الغضب والعنف التي تصيب الطفل، يجب على الأب والأم أن يحتوى تلك الحالة لا أن يقيموا حرباً بينهم وبين طفلهم.

حيث يعتقد البعض أن الصراخ على الطفل والإصرار على ضبطه والسيطرة عليه تجعله بهدوء وينضبط ويعتلم كيف يتصرف، ولكن في الحقيقة هي بمثابة إطلاق النار على الحريق.

لهذا لا بد من الصمت والهدوء والاستيعاب والثبات بحزم لا بعنف، وإن كنت تتساءل عن الفرق بينهما فهذه مشكلة، حيث أن الحزم هو القرار الذي لا يمكن الرجوع عنه، أي إن كانت موجة الغضب لدى الطفل والعنف لأنه يريد شيء ما فالحزم يكون بعدم الخضوع لرغبته مهما حدث.

أما العنف فهو الصراخ على الطفل وترهيبه وضربه وما إلى ذلك من التصرفات المرفوضة تماماً في عالم التربية، ولها تأثير سلبي وخطير على الطفل.

وهنا في حالات العنف لدى الطفل لا مانع من احتضانه، أبقي يديك مفتوحة للطفل، إن كان غاضباً حاول أن تغير مكان الطفل، تبعد مسبب الغضب، اغسل وجهه بالماء البارد.

واحتضنه، وتذكر انه عندما يشب الحريق أول ما نقوم به هو إطفاء الحريق قبل أن نسأل من أشعله ومن المخطئ، ولهذا فلا تحاول تأنيب الطفل أو تأديبه لأنه لن يسمعك.

تعزيز السلوك الإيجابي

أنا أرى من وجهة نظر تربوية ونفسية فإن تعزيز السلوك الإيجابي، والبحث والنظر في عندما يظهر الطفل سلوكًا إيجابيًا، يجب أن يتم مكافأته وتشجيعه لتعزيز هذا النوع من السلوك.

وبالمقابل تجاهل السلوكيات السلبية قدر الإمكان، وجعل الطفل يشعر بأن الاهل لا يرون هذا التصرف، وجذب اهتمامه إلى التصرفات الجيدة بالتصفيق والتهليل والمدح والثناء.

تحديد العواقب

إذا استمر الطفل في التصرف بعدوانية، يجب أن تكون هناك عواقب واضحة ومعروفة. على سبيل المثال، يمكنك تقليل وقت اللعب أو منع بعض الامتيازات، ولكن بدون تهديد وأذية فقد تبدأ المراحل بالتعريف، أي أن نعلم الطفل بوجود عاقبة.

ثم التنبيه في المرة الثانية، والتنفيذ في المرة الثالثة قطعاً، وبمثال بسيط يحدث مع الجميع تقريباً ضمن يوميات التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين.

عندما يقوم الطفل برفع صوت التلفاز، يمكن لمربي التوجه إلى الطفل بأنه سيتم إطفاء التلفاز إذا لم يقم بإخفاض الصوت، وإن تكرر الأمر يتم توجيه التنبيه بعد دقيقة سيتم إطفاء التلفاز إذا بقي الصوت مرتفع، وفي المرة الثالثة وبدون سابق انذار نقوم بإطفاء التلفاز بحزم ولبس بعنف.

من المهم عدم التراجع عن القرار والمثول لرغبة الطفل إن قام بالإلحاح، ومن المهم أيضاً إبقاء التعامل ودي مع الطفل ولفت نظره للبدائل، مثل أن نوجه الطفل إلى نشاطك آخر، كأن نقول يمكنك اللعب بتلك اللعبة أو القيام بوضع ألعابك في مكانها.

لا تربط الأشياء ببعضها ولا تجعل العاقبة في مكان مكافئة وتبتز الطفل، يشعر الأهل في بعض الأحيان بالذنب جراء العاقبة التي قدموها لطفلهم فيحاولون اصلاح الموضوع بتقديم المكافأة البديلة وهذا أكبر خطأ في التربية.

لا بأس يجب ان يكون تحديد العواقب جزء من التربية ومنفصل عن وقت المكافآت ومن الأفضل عدم استخدامهم كبدائل، كأن أقول لطفلي لن تأكل البوظة إن لم تكمل طعامك، ولكني سأعطيك المثلجات إن قمت بترتيب المنزل.

تذكروا لا للمقارنة، لا للجمع، لا للابتزاز، لا للتراجع عن القرارات، لا لإيجاد حلول جاهزة ومعلبة للطفل، دعه يساوم ويبحث عن بدائل ويبحث عن حلول لما يريد بنفسه.

التربية والتعليم للطفل العدواني

الأسئلة الشائعة حول التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين

كيف تتعامل مع طفلك العدواني؟

عندما يظهر طفلك سلوكًا عدوانيًا ابدأ بالتالي:
1. حافظ على هدوئك.
2. حاول تحديد السبب وراء هذا السلوك إن أمكن.
3. قم بتعليم طفلك كيفية التعبير عن مشاعره بالكلمات.
4. استخدم العواقب المناسبة لتعزيز السلوك الإيجابي.
5. ابحث مع طفلك بطريقة لتفريغ الغضب والتوتر.

ما هو السلوك العدواني عند الطفل في عمر السنتين؟

السلوك العدواني عند الطفل في عمر السنتين هو حالة من التوتر والعنف يصحبها الضرب أو العض أو الصراخ أو رمي الأشياء. وهي سلوكيات غالبًا ما تكون نتيجة لمشاعر الإحباط أو عدم القدرة على التعبير عن المشاعر بشكل صحيح، أو الغيرة أو محاولة للفت النظر.

ختاماً أود القول إن التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين يتطلب الكثير من الصبر والتفهم. من خلال اتباع استراتيجيات تربوية قائمة على التفاهم والحزم.

يمكن توجيه الطفل نحو السلوكيات الإيجابية وتجنب تفاقم السلوك العدواني. ويجب أن يتذكر الآباء أن هذه المرحلة هي جزء طبيعي من تطور الطفل، وأن الدعم المناسب يمكن أن يساعد في تخطي هذه السلوكيات الصعبة وبناء طفل متوازن وسعيد.

اقرأ أيضاً:

علامات التوحد عند الأطفال.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد.
ما أضرار الهاتف المحمول على الأطفال.

Dr. Salma Mahmoud

دكتورة ومعالجة نفسية واخصائية تربوية، خريجة كلية الآداب قسم الارشاد النفسي، حاصلة على شهادة الماجستير بالتعامل مع الأطفال من عمر يوم إلى عمر ثلاث سنوات، وشهادة الدكتوراه في الأساليب التربوية الحديثة. تجيد انشاء المحتوى العميق الذي يجيب بشكل علمي ودقيق حسب أحدث الدراسات عن المشكلات التي تواجه الاهل، وتقدم استشارات تربوية دقيقة للأمهات والآباء للتعامل مع أطفالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

ADblock Detected

يرجى اغلاق حاجب الإعلانات