كيفية تربية الطفل عمر سنتين ونصف
إن الأطفال هم زينة الحياة ورونقها، فلا يوجد قيمة للحياة بدون الأطفال ففي نظراتهم تتجلى البراءة بأسمى مظاهرها، وفي صدى ضحكاتهم تتلاشى كل متاعب الحياة ومصاعبها.
مرحبا بكم معنا في عالمنا المميز، عالم تربية الأطفال اليوم سنغوص من خلاله سوياً في موضوع مهم للغاية وهو تربية الطفل في عمر سنتين ونصف مليئة بالمحبة والبراءة والضحكات، من جهة وسنتناول أيضاً أبرز العقبات والمشاكل وإشارات الاستفهام التي تواجهنا في التعامل مع الأطفال.
فإن كنتم حديثي العهد في تربية الأطفال والتعامل معهم، وترغبون ببدء رحلة صحية تثمر انسان معافى نفسية وجسدياً وقادر على مواجهة الحياة بثقة فتابعونا.
أهمية تربية الأطفال في عمر سنتين ونصف
تبرز أهمية هذه المرحلة من أنها حجر الأساس في بناء شخصية الطفل وآماله وأحلامه وطموحاته، وهي المرحلة الأكثر حساسية في حياة الإنسان إذ أنها تحدد طريق سيره ومستقبله وما سيكون عليه في المستقبل، فهي:
- مرحلة تأسيس شخصية فريدة.
- فرصة ممتازة لبناء السلوكيات وحفظ اللغات وتأسيس المبادئ والأخلاق.
- مساحة وفيرة لتعزيز ودعم المواهب والابداعات.
- وقت مناسب لشحن الشخصية بالانضباط والحدود ورسم الحدود الشخصية.
وتكون التربية في هذه المرحلة معتمدة عموماً على عدة حدود، من المهم أن ننتبه ونضع الطفل في اعتبار أن ما هو ممنوع وما هو مسموح لا يعتمد على تفضيل شخصي للمربي سواء الأب أو الأم أو الجدة أو أياً يكون.
فالإنسان على الأرض لديه قوانين عليه حفظها ليبقى آمناً وتنطبق هذه القوانين علينا جميعاً كلن بحسب مكانه ودوره ومستوى وعيه.
- وأول تلك القوانين قوانين الصحة، بحيث ربي طفلك على ان كثرة الشوكولا والسكاكر ممنوعة لأنها تؤذي جهازه الهضمي وتجعله غير جاهز للاستفادة من الطعام الآخر.
وإن كنت تظن أن طفلك الصغير لن يفهم فأنت مخطئ، لدى الطفل القدة على التمثل بالدور الذي تعطيه إياه، وذلك بما يتبع فطرته الإلهية.
اعتبر طفلك ذكي وواعي وتعامل معه كشخص كبير ولا تجعله يفعل شيء دون أن تشرح له السبب، وإن كنت تعتقد أنه قد لا يفهمك، ستفاجئ فيما بعد بما أنجزت.
قل لطفلك يمنع اللعب في الخارج لأن المكان مرتفع وإن وقت ستؤلمك قدمك، قدم التبرير الذي يتناسب مع عمره، بشكل منطقي وعقلاني بدون ترهيب أو مبالغة.
- القانون الثاني الذي يجب أن يفهمه الطفل في الحياة وذلك قبل عمر الثلاث سنوات، وهو حالة الالتزام، لأنها اللبنة الأساسية لكثير من الأشياء في مستقبله.
يجب أن يبدأ الطفل من الشهور الأولى بتعلم الالتزام ببعض العادات مثل صباح الخير عندما يستيقظ، غسل اليدين قبل الطعام، ترتيب الألعاب بعد اللعب، إعادة الأشياء إلى مكانها، الاستحمام قبل النوم، ومع الوقت تتراكم وتزداد الأمور التي يلتزم بها.
الالتزام في وقت مبكر يعني الالتزام القانوني في المستقبل، والالتزام المدرسي والتعلم، والالتزام الديني أيضاً، وجميعها أمور وقوانين لابد للأطفال من احترامها حتى يتمكنوا من العيش بسلام.
- القانون الثالث والأهم الذي يجب عليك أن تربي ابنك على أساسه هو قانون الحب اللامشروط، يجب أن تقول لطفلك أنك تحبه في كافة الحالات.
وان الخطأ وارد ولك لكل خطأ عاقبة، والمسامحة مهمة للنفس والآخرين، فإن أردت لطفلك أن يكون معافى نفسياً ويتقن حب ذاته، ولا يصدر الأحكام مطلقاً فالحل بالحب اللامشروط.
دعه يتعلم بالعاقبة، ولا تكن كثير الطلبات، فإن طلبت من ذاك الطفل في عمر سنتين ونصف قم بترتيب العابك حتى لا تفقدهم، ولم يستجب لا تكرر الطلب.
دع الألعاب تضيع حقاً وذكره دون ملامة أنك قلت له، فالعاقبة أفضل طريقة للتعلم، ولا تقم بالتأنيب أبداً ولا الملامة، فهذا سيجعل طفلك مضطرب ويزيد من احتمالية العدوانية والعصبية لديه.
اقرأ أكثر عن: أفضل طرق التربية الصحيحة للأطفال
الحاجات الأساسية لطفل عمر سنتين ونصف:
الحاجات الأساسية للأطفال تتباين وتتطور مع تقدم الطفل بالعمر، وفي عمر سنتين ونصف هي:
-
الحاجات الفيزيولوجية
وهي كل ما يحتاجه الطفل من مأكل ومشرب وإحساس بالأمان، ونوم ونظافة وحماية من العدوى والأمراض وتأمين حالة صحية جسدياً ومتوازنة.
وفي هذه المرحلة أصبح واجباً على الأهل أن يشركوا أطفالهم بتلبية حاجاتهم، فترك الطفل يتناول وجبته وحده، وتقديم عدة خيارات من الأطعمة المتكاملة تجعله يبني علاقة جيدة مع الطعام.
من المهم أن يستمع الطفل لجسده ويختار النوع والكم الذي يحتاجه، لا داعي لأن نجبر الطفل او نحتال عليه ونقايضه من أجل الطعام، بل دع طفلك يستمع لجسده ويبني علاقة صحية مع الطعام، فالطعام قوت وطاقة وليس فرصة.
قد يهمك: علامات ذكاء الطفل بعمر سنتين
-
الحب والأمان
ويجدر الذكر أن الإحساس بالأمان والمحبة والقبول واحدة من أهم الحاجات التي يريدها كل طفل ويبحث عنها، من أبسط وأصغر مخلوق على وجه الأرض إلى طفل الإنسان، فقط خلقنا الله بحاجة لرعاية كي نكبر.
ولهذا لن يتذكر الطفل ماذا أكل وماذا شرب ولين تذكر أين لعب أو بماذا لعب، وإنما أكثر ما سيؤثر بشخصيته هو كم الحب والمعاملة اللطيفة التي حضي بها.
وفي عمر السنتين يكون الطفل عنيد ومتعب وكثير الشغب، ما يستنزف طاقة والديه، ويجعل الوقت الذي يقضيه الوالدين في دلال الطفل ومحبته والاهتمام به ومحادثته يقل بعض الشيء.
والطفل لديه قدرة فطرية على الإحساس بمشاعر الآخرين، وخاصة والديه، الذين يغلب عليهما شعور التعب والاستياء، ولا ينتبه الأبوين إلى أن هذه الحالة تفاقم الوضع مع الطفل.
-
الرعاية الصحية
المرض يجلب الألم والمعاناة، ومن واجب المربي حماية الطفل من الأذى والعدوى ومراعاته كي لا يمرض، وهذا يدخل ضمن مسؤولية الرعاية، كما يجدر بالأهل عدم تجاهل أي عرض مرضي أو تعب أو اضطراب مهما كان صغيراً.
ولكن الرعاية النفسية هي الأكثر أهمية على الاطلاق، فهي لا ترى، والمواقف كثيرة التي تجعل الطفل يستفزك ويخرج غضبك عليه، تذكر دائماً مهما كان الموقف لا تكسر طفلك.
اطلع على ما وراء العدوانية عند الأطفال
-
التعليم والتنشئة الدينية والعلمية
وهنا تبدأ التربية حيث يجب على الأهل رسم حدود لأطفالهم وتعليمهم كيفية العيش السليم والصحي ضمن حدود أخلاقية وإيمانية معتدلة وتنبي قضية ومبدأ عالي الأهمية، والتمتع بصفات نبيلة.
لا يأتي التعلم لدى الطفل من إطلاق الشعارات والكلام، وإنما يأتي بالفعل، غالباً ما يقع الأهل بفخ اللحظة، ويبدؤون بعلاج موقف ما على أساس عبرة.
لا تنسى أن مهمتك هي التربية، ومعالجة القضايا بما يبني لبنة عند الأطفال، أي إن حدث شجار بين أطفالك، لا تحاول اللحاق بالمذنب وتأديبه، بل ابحث عن عبرة لترسخ في أذهان اطفالك، كمبدأ الأخوة والتسامح والنتائج السيئة والكارثية للتمادي في الخطأ مثلا.
أبرز الأسئلة الشائعة حول تربية الأبناء بعمر سنتين ونصف
هناك الكثير من الأسئلة التي يطرحها الأهالي حول التعامل مع أطفالهم في سن السنتين والنصف ولهل أهمها:
كيف أساعد طفلي على بناء علاقات صحية مع أصدقائه؟
يمكن أن أساعد طفلي في بناء علاقات صحية مع أصدقائه، بأن أشجعه على الاستقلالية والثقة واتخاذ القرار، وأنمي لديه الذكاء العاطفي والقدرة على التعبير عن المشاعر، وأضعه في أجواء تسمح له بالاختلاط بأطفال أخرين من نفس عمره.
طفلي عمره سنتين ونصف كيف اتعامل معه؟
تعامل مع طفل عمره سنتين ونصف كالآتي:
1. احترم كيانه وانصت إليه وأدر الأحاديث معه.
2. اعطه بعض المسؤوليات الصغيرة كإعادة العابه إلى مكانها مثلاً.
3. اسأله عن رأيه في بعض الأمور واستمع إليه.
4. اروي له القصص والحكايا التي تعزز القيم والمبادئ لديه.
5. اجعله يتفاعل مع أبناء جيله في الحدائق والحضانة.
6. أعلمه انه محبوب دائماً وعبر له عن حبك واهتمامك.
هذا كل وما لدي اليوم حول موضوعنا تربية الأطفال عمر سنتين ونصف، آمل أن أكون ملهمة لكم في حل مشكلاتكم ومواجهة عواقبها مع أطفالكم وأتمنى لكم حياة مليئة بالسعادة والمحبة.