كيفية التعامل مع الطفل العنيد بعمر سنة ونصف
لفهم كيفية التعامل مع الطفل العنيد بعمر سنة ونصف في هذا العمر، يجب أولاً معرفة أسباب هذا السلوك وتعلم بعض الاستراتيجيات الفعالة للتعامل معه.
حيث أن العناد هو سلوك شائع لدى الأطفال، خاصة في مرحلة ما بين السنة إلى السنتين، وهو جزء طبيعي من تطورهم.
في هذا العمر، يبدأ الطفل في استكشاف هويته واختبار حدود استقلاليته، مما قد يؤدي إلى تصرفات تبدو عنيدة للوالدين.
أسباب عناد الطفل في عمر السنة والنصف
تكون الأمهات عادة في هذا العمر كثيرة الشكوى، وأكثر ما تقوله الأمهات لي كاستشارية تربوية ابني شديد العناد، ولا يفعل إلا ما يحلو له.
لا يكترث للطلبات والأوامر ولا يسمع الكلمة، ابني صعب المراس ولا أجد طريقة لإقناعه، والبعض الآخر يشتكي أن الطفل يتصرف عكس ما يطلب منه ويستنزف طاقة اهله بكثرة الجدل والرفض.
كما يقول بعض الآباء كان ابني ودود ولطيف من قبل أما الآن في هذا العمر فهو شديد العند ولا يستجيب، ويتعبني كثيراً.
ولا تدري الأمهات أن ما وراء الشكاوى والتعب هناك شخصية تتطور وتُنبى وهي شخصية الطفل، فبحسب ما يقول علماء النفس وأطباء الأطفال أنه يعود سبب هذا التعب والعند إلى:
- تتفتح القدرات الذهنية والجسدية للطفل: بحيث يرى نفسه أصبح قادراً على المشي والتنقل والاختبار والاكتشاف، كما أصبح يتحدث ويمكنه التعبير عن نفسه ويفهم أيضاً الكثير مما يدور حوله.
- تزداد قدراته ومهاراته الاجتماعية فقد أصبح بإمكانه تكوين الصداقات والتواصل مع اقرانه، مما يجعله يثق أكثر في نفسه.
- أصبح كلامه جميل وتصرفاته تثير اهتمام الآخرين وهذا يعطيه إحساس باستقلاليته عن أبويه.
- يحاول كسب حالة الاحترام والتقدير والتصرف مثله مثل أبويه، بحيث يحاول أن يكون صاحب قرار.
- يثبت لنفسه أنه فعال وكامل الإمكانية ويحاول إثارة اعجاب وثناء والديه.
وبذلك يمكننا أن نلاحظ أن سلوك العناد لدى الطفل بعمر السنة والنصف ليس حرباً ضد الأهل والأمهات، ولكنه حالة طبيعية لتطور صحي لشخصية الطفل، ولكن كيف أتعامل مع الامر إليكم الطريقة.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد بعمر سنة ونصف
يقول الطبيب ليوكانر الطبيب المتخصص بطب الأطفال والطب النفسي، أن الحل المثالي والنموذجي للتعامل مع الطفل العنيد بعمر سنة ونصف هي الموافقة والقبول والعاطفة.
وهذا يعني إظهار الحب والتعاطف في كافة الحالات، خاصة عندما يشعر الطفل بحالة من الحجز في أعماقه حتى لا تنقلب حالة العند لديه لحالة من الغضب والعدوانية.
اقرأ أكثر: ما وراء العدوانية عند الأطفال.
وعلينا أن نعي أن هذا لن يغير في الأمر كثيراً لن يكون الحل الجذري في التعامل مع الطفل العنيد بعمر سنة ونصف ولن يجعل الطفل مطيعاً فهو يتصرف بطبيعته الطفولية الساذجة.
ولا يدرك أنه يزعج والديه، والمشكلة أن إحساس الاهل بحالة من الضغط والتعب دون القدرة على ترك هذه المسؤولية يجعلهم أكثر توتراً مما ينعكس على ردة فعلهم في بعض الأحيان.
وهذا يجعل الطفل يزيد في عنده ظنناً منه أنه هكذا يكسب اهتمام والديه وانتباههم، لذا علينا اولاً:
- الحفاظ على الهدوء: من الضروري أن يحافظ الوالدان على هدوئهم عند مواجهة سلوكيات عنيدة. الصراخ أو الانفعال قد يزيد من توتر الطفل ويجعله أكثر عنادًا.
- التواصل البصري: اجلسي بجانب الطفل على مستوى عينيه عند التحدث معه. هذا يعزز التواصل ويجعله يشعر بأنه مسموع ومهم.
- الاستماع الفعال: امنحي الطفل الفرصة للتعبير عن مشاعره ورغباته. حتى لو كان لا يتحدث بطلاقة، فإن الاستماع إليه والاهتمام بما يحاول قوله يُظهر له أنكِ تفهمين موقفه.
- تحديد الحدود: يحتاج الأطفال إلى معرفة ما هو مقبول وما هو غير مقبول. يجب أن تكون الحدود واضحة ومتسقة، حتى يشعر الطفل بالأمان ويفهم النتائج المترتبة على سلوكياته.
- التشجيع والإيجابية: عندما يتصرف الطفل بشكل إيجابي أو يظهر سلوكًا مناسبًا، امدحيه وشجعيه. تعزيز السلوك الجيد يساعد على تقليص السلوك العنيد.
- الروتين اليومي: الروتين اليومي مهم للأطفال لأنه يوفر لهم الإحساس بالاستقرار والأمان. عندما يعرف الطفل ما الذي سيحدث بعد ذلك، يقل لديه الشعور بالإحباط.
- تجنب الصراخ والضرب: يجب تجنب العقاب الجسدي أو الصراخ. بدلاً من ذلك، استخدمي تقنيات مثل العزل لمدة قصيرة في مكان آمن (إذا لزم الأمر) لتعليم الطفل أن بعض السلوكيات غير مقبولة.
- الوقت المناسب: اختيار الوقت المناسب للتفاعل مع الطفل مهم جدًا. إذا كان الطفل متعبًا أو جائعًا، قد يكون أكثر عرضة للعصبية. حاولي التحدث معه أو توجيهه عندما يكون في حالة مزاجية جيدة.
- اللعب والتفاعل: اللعب مع الطفل والتفاعل اليومي معه يساعد على بناء علاقة قوية ويخفف من العناد. من خلال اللعب، يمكن للطفل التعبير عن مشاعره والتعلم في بيئة ممتعة.
- الصبر والتفهم: يحتاج الطفل إلى وقت ليطور مهاراته في التعامل مع مشاعره. كوني صبورة وتفهمي أنه ما زال يتعلم كيفية التعبير عن نفسه.
طريقة عقاب الطفل في عمر السنة والنصف
العقاب دائماً ما يكون الحل لدى الأمهات والآباء إيجاد عقاب للطفل، ولكنه في الحقيقة أسوء ما قد يقوم به الأهل تجاه طفلهم، إنه حالة سيئة تزرع الخوف في ذهن الطفل وتفقده الثقة بأبويه.
حيث أن الطفل لا يستطيع ربط حالة التصرف الذي يعتبره الأهل خاطئ ولا يعرف الطفل لماذا بالعقاب الذي يراه الطفل حالة من عدم الأمان والثقة بينه وبين أهله الذين يعرضونه للأذى.
لا تقم بعقاب الطفل أو الصراخ في وجهه إنما افضل ما لديك للتعامل معه هو:
- التربية المنتظمة كن حازماً لا تقل لا على أمر ما ثم تقول نعم في المرة المقبلة، فالطفل مستعد للبكاء والمعاندة عشر ساعات إن كان موقناً أن المعاندة والرفض قد تلبي له ما يريد. فقط يقين الطفل بأن الأمر منهي تماماً هو الحل الذي يخفف من حدة عناد الطفل.
- لا تكسر طفلك الحزم بلطف وود مع مراعاة الهدوء دون خوف وألم، لا يعني إهانة الطفل أو التطاول عليه، حاول دائماً الحفاظ على احترام الطفل وشخصيته.
- اوجد حلول بديلة، كما لاحظنا فإن السبب الرئيسي لعناد الطفل بعمر سنة ونصف إلى سنتين، هو محاولة إثبات ذاته ولهذا فإن تدارك حالة العند عند الأطفال يمكن أن يمر بالتفاهم.
- تذكر دائماً أن هذه الطفولة الساذجة البريئة لا تقصد المضايقة وإنما فقط تحاول اثبات ذاتها وبالتالي لا تقف ضده وتجعله شديد العند والعدوانية والبكاء فهو ليس نداً لك عليك أن تبقى في مرتبة المربي وليس الند.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنة والنصف
إذا كان طفلك يظهر سلوكًا عنيدًا وعصبيًا، جربي ما يلي في التعامل مع الطفل العنيد بعمر سنة ونصف:
- التعامل بهدوء: العصبية والصراخ لا يجديان نفعًا مع الطفل العصبي. الهدوء ينقل له الإحساس بالأمان.
- الاحتواء العاطفي: عندما يشعر الطفل بالعصبية، حاولي احتضانه أو التحدث معه بلطف. قد يكون بحاجة إلى التوجيه أو الأمان.
- تشتيت الانتباه: عند ملاحظة أن الطفل قد يبدأ في نوبة عناد أو عصبية، حاولي تشتيت انتباهه بنشاط محبب لديه.
كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء
- التواصل الفعال: حاولي معرفة السبب وراء بكاء الطفل. هل هو جائع؟ متعب؟ يشعر بالغيرة؟
- إعطائه الوقت للهدوء: بعض الأطفال يحتاجون إلى وقت لتهدئة أنفسهم. امنحيه بعض الوقت ليهدأ دون أن تتركيه يشعر بأنه مهمل.
- تجنب المحفزات: حاولي تقليل المحفزات التي تجعل الطفل يشعر بالتوتر مثل الضوضاء العالية أو البيئة المزدحمة.
اقرأ أيضاً: أسس التعامل وتربية طفل سنة ونصف
الأسئلة الشائعة حول التعامل مع الطفل العنيد بعمر سنة ونصف
ما هي أسباب عصبية الطفل في عمر السنة والنصف؟
تعود أسباب عصبية الطفل في عمر السنة والنصف إلى:
1. الجوع أو التعب: التعب والجوع هما من أهم الأسباب التي تجعل الطفل عصبيًا في هذا العمر.
2. التطور اللغوي: الطفل لا يزال غير قادر على التعبير عن مشاعره ورغباته بالكلمات، مما قد يسبب له إحباطًا.
3. الرغبة في الاستقلالية: قد يشعر الطفل بالإحباط لأنه يريد القيام بالأشياء بمفرده ولكنه لا يزال غير قادر على ذلك بشكل كامل.
كيف يمكنني التعامل مع نوبات الغضب عند طفلي؟
1. اطفئ الحريق: بمعنى قم بتهدئة الطفل اولاً، قم بضمه أو غسل يديه ووجهه، أو اعطائه القليل من الماء ليشرب دون أي رد فعل.
2. افتح حواراً مع الطفل واجعله يعرف مشاعره بالضبط ويتحدث عنها، عرف له المشاعر واطلب منه مراقبتها.
3. اقترح طريقة بديلة للتعبير عن الغضب غير الصراخ والبكاء، وهنا يمكن بناء عادات إيجابية مثل الرسم او سماع الموسيقا أو الخروج للمشي إن كان ممكناً.
4. اوجد حلول مع الطفل لسبب الغضب فهذا سيجعل الطفل يتقن عقلية إيجاد الحلول فينتقل من متأثر إلى مؤثر، وفي نفس الوقت سيشعر بأهميته واهتمامك به.
في الختام كان مقال اليوم عن التعامل مع الطفل العنيد بعمر سنة ونصف، فهم سبب عناد الطفل وصبر الوالدين في التعامل معه يساعدان بشكل كبير على توجيه السلوكيات السلبية نحو الإيجابية.
أتمنى أن أكون قد أضأت منارة جديدة على تفاصيل مهمة في كيفية التعامل مع الأطفال، هدفي الوصول إلى علاقة مليئة بالحب والسلام مع الطفل، فساعدني.