التعامل مع الطفل

كيفية التعامل مع الطفل اليتيم الأب

فقدان الأب تجربة مؤلمة جداً للطفل، ويمكن أن تؤثر بشكل سلبي على نموه العاطفي والسلوكي والعقلي والنفسي.

يحتاج التعامل مع الطفل اليتيم الأب إلى دعم ورعاية خاصين لمساعدته على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والتأقلم مع حياته الجديدة.

في هذا المقال، سنتناول أهم الجوانب المتعلقة بكيفية التعامل مع الطفل اليتيم الأب، وكيف يمكننا تقديم الدعم اللازم له، ليتمكن من النمو الصحي والسليم قدر الإمكان.

طريقة التعامل مع الطفل اليتيم الأب

يمثل الأب في حياة الطفل مركز الأمان والدعم والاستناد، لذا من الصعب أن يسد مكانه أي شخص آخر مهما كان قريباً وداعماً ومميز.

ولهذا يحتاج الطفل يتيم الأب معاملة خاصة وقدر كبير من الانتباه، ليتخطى الحال، وتختلف القصة من طفل إلى آخر ومن ظرف إلى آخر، وبحسب الدراسات المتعلقة بالحالة النفسية فإن الطفل أو الأإنسان بشكل عام يمكنه التعبير عن حالة الاضطراب المصاحب لحالة الفقد والإحساس بعدم الأمان بثلاث طرق أساسية هي:

  • الكبت: وهو ما يظهر غالباً لدى الأطفال عند الشعور بالخوف والمرجح أن يلاحظ بشكل كبير أو غير مباشر لدى هؤلاء الأطفال.
  • العدوانية: وقد يستغرب البعض لماذا تظهر لدى الطفل يتيم الأب حالة من العدوانية، ولكنها في الحقيقة رد فعل طبيعي وآلية دفاعية ينتجها الدماغ لردع المخاوف، ويفقد السيطرة عليها نتيجة الاضظراب الشديد والتوتر.
  • التفريغ: وهنا يمكننا أن نلاحظ طرق عدة لتفريغ المشاعر المزعجة مثل الرسم، والمواهب بشكل عام، والانطوائية وكثرة الانشغال في أمور خاصة وفردية وتجنب الاختلاط والتعاطي مع الآخرين، بحيث يفضلون العزلة، والحل الأخير والأكثر أمان وصحية وهو التفريغ الواعي الذي سنتحدث عنه الآن.

اقرأ ايضاً: ما وراء العدوانية عند الأطفال

كما ذكرنا قبل قليل فإن حالة التفريغ الواعي هي الأكثر صحية على الإطلاق والتي تتم كما يلي:

التعامل مع الطفل اليتيم الأب

  • تقديم الدعم العاطفي للطفل اليتيم

وهو أل خطوات التشجيع على التفريغ الفعال

  1. الاستماع الفعال: خصص وقتًا للاستماع إلى طفلك دون مقاطعة، واسمح له بالتعبير عن مشاعره بحرية، سواء كانت حزنًا، غضبًا، أو خوفًا.
  2. التعاطف: حاول فهم ما يشعر به طفلك، وعبّر عن تعاطفك معه. لا تخف من إظهار مشاعرك الخاصة، فهذا يساعد الطفل على الشعور بأنه ليس وحيدًا.
  3. التأكيد على الحب: أكد لطفلك دائمًا على حبك له ودعمك له، وأنه مهما حدث، أنت ستظل إلى جانبه.
  4. التشجيع على التعبير عن الذات: شجع طفلك على التعبير عن مشاعره من خلال الفن، أو اللعب، أو الكتابة.
  5. الاحتفال بالذكريات: احتفل بذكريات الأب الراحل بطريقة إيجابية، وتحدث عن الصفات الجميلة التي كان يتمتع بها.
  • مساعدة الطفل على التأقلم

وهي من أبرز الخطوات التي ستترك أثر فعال في وقت قصير:

  1. الروتين: حافظ على روتين يومي منتظم قدر الإمكان، فهذا يمنح الطفل الشعور بالأمان والاستقرار.
  2. النشاطات الترفيهية: شجع طفلك على المشاركة في الأنشطة الترفيهية التي يحبها، فهذا يساعد على تخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
  3. الدعم الاجتماعي: شجع طفلك على التواصل مع الأصدقاء والعائلة، فهذا يوفر له الدعم العاطفي الذي يحتاجه.
  4. الاستشارة المهنية: إذا لاحظت أن طفلك يعاني من صعوبات كبيرة في التأقلم، فلا تتردد في استشارة متخصص في الصحة النفسية للأطفال.

اطلع على: كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء

العبارات التي يمكن استخدامها مع الطفل فاقد الأب

يمكنك مواساة الطفل اليتيم الاب عن طريق:

  • “أشعر بحزن شديد لفقدان والدك، وأنا هنا لأدعمك دائمًا.”
  • “والدك كان يحبك كثيرًا، وهو فخور بك.”
  • “من الطبيعي أن تشعر بالحزن والغضب، فمن حقك أن تعبر عن مشاعرك.”
  • “سأكون هنا لك دائمًا، مهما حدث.”
  • “سنجتاز هذه المرحلة معًا.”

الطفل اليتيم الأب

الأسئلة الشائعة

  • ما هي علامات تأثر الطفل بفقدان والده؟

من علامات تأثر الطفل بفقدان والده تغييرات في سلوكه، مثل الانسحاب الاجتماعي، صعوبة التركيز، مشاكل في النوم، تغييرات في الشهية، أو العدوانية.

  • كيف يمكنني مساعدة طفلي على تجاوز فقدان والده؟

يمكن مساعدة طفلك لى تجاوز فقدان والده من خلال تقديم الدعم العاطفي، الحفاظ على روتين يومي منتظم، تشجيعه على التعبير عن مشاعره، والبحث عن الدعم الاجتماعي.

  • كيف أتحدث مع طفلي عن موت أبيه؟

استخدم لغة بسيطة ومناسبة لعمر طفلك، وشرح له ما حدث بطريقة صادقة وواضحة. اجب عن أسئلته بكل صراحة، ولا تخف من إظهار مشاعرك.

  • بماذا يشعر اليتيم؟

يشعر اليتيم بمجموعة متنوعة من المشاعر، مثل الحزن، الغضب، الخوف، والشعور بالوحدة. قد يشعر أيضًا بالذنب أو الغيرة من الأطفال الآخرين الذين لديهم آباء.

فقدان الأب تجربة مؤلمة، ولكن من خلال تقديم الدعم والرعاية اللازمين، يمكن للطفل اليتيم أن يتأقلم ويتعلم كيفية التعامل مع هذا الحدث الصعب.

تذكر أن كل طفل فريد من نوعه، وقد يحتاج إلى دعم مختلف. كن صبورًا ومحبًا، وساعد طفلك على بناء مستقبل مشرق.

انصحك بقراءة المزيد عن كيفية التعامل مع الطفل قليل الاستيعاب، وكذلك كيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين.

Dr. Salma Mahmoud

دكتورة ومعالجة نفسية واخصائية تربوية، خريجة كلية الآداب قسم الارشاد النفسي، حاصلة على شهادة الماجستير بالتعامل مع الأطفال من عمر يوم إلى عمر ثلاث سنوات، وشهادة الدكتوراه في الأساليب التربوية الحديثة. تجيد انشاء المحتوى العميق الذي يجيب بشكل علمي ودقيق حسب أحدث الدراسات عن المشكلات التي تواجه الاهل، وتقدم استشارات تربوية دقيقة للأمهات والآباء للتعامل مع أطفالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

ADblock Detected

يرجى اغلاق حاجب الإعلانات