صحة الطفل

علاج حساسية اللاكتوز عند الأطفال

حساسية اللاكتوز من المشكلات الصحية الشائعة التي يواجهها العديد من الأطفال حول العالم. تعتبر هذه الحالة مصدر قلق كبير للأهل نظرًا لتأثيرها المباشر على صحة الطفل ونظامه الغذائي.

في هذا المقال، سنتناول كل ما يتعلق بموضوع حساسية اللاكتوز عند الأطفال بناءً على أحدث الأبحاث والمراجع العلمية العالمية.

ما هي حساسية اللاكتوز؟

حساسية اللاكتوز (Lactose Intolerance) هي حالة تحدث عندما يعجز الجسم عن هضم اللاكتوز، وهو السكر الطبيعي الموجود في الحليب ومشتقاته.

يعود السبب الأساسي لهذه المشكلة إلى نقص أو غياب إنزيم اللاكتاز (Lactase) في الأمعاء الدقيقة، وهو الإنزيم المسؤول عن تحليل اللاكتوز إلى جلوكوز وجالاكتوز ليمتصها الجسم بسهولة.

أسباب حساسية اللاكتوز عند الأطفال

هناك عدة عوامل تؤدي إلى ظهور حساسية اللاكتوز، من أبرزها:

  1. نقص اللاكتاز الأولي: شائع بين الأطفال الرضع، ولكنه غالبًا ما يتحسن مع التقدم في العمر.
  2. أسباب وراثية: إذا كان أحد الوالدين يعاني من حساسية اللاكتوز، تزيد احتمالية إصابة الطفل.
  3. إصابة الأمعاء الدقيقة: تحدث نتيجة التهابات معوية أو أمراض مثل السيلياك أو التهابات الأمعاء.
  4. الولادة المبكرة: الأطفال الذين يولدون قبل اكتمال نمو الجهاز الهضمي لديهم قد يعانون من نقص مؤقت في إنزيم اللاكتاز.

الأعراض الشائعة لحساسية اللاكتوز عند الأطفال

تظهر أعراض حساسية اللاكتوز غالبًا خلال فترة قصيرة بعد تناول منتجات الحليب، وتشمل:

  1. الانتفاخ: زيادة في الغازات والشعور بالانتفاخ.
  2. الإسهال: قد يكون مائيًا ومتكررًا.
  3. آلام البطن: تحدث بسبب تراكم اللاكتوز غير المهضوم في الأمعاء.
  4. الغثيان أو القيء: خاصة بعد شرب الحليب مباشرة.
  5. تهيج الجلد: مثل الطفح الجلدي أحيانًا عند بعض الأطفال الحساسين بشدة.

تشخيص حساسية اللاكتوز عند الأطفال

تشخيص حساسية اللاكتوز يتطلب خطوات دقيقة تبدأ بمراقبة الأعراض بعد تناول منتجات الألبان.

إذا لاحظ الأهل أعراضًا مثل الانتفاخ، الإسهال، ألم البطن، أو الغازات خلال ساعات من استهلاك الحليب، فقد يكون ذلك إشارة إلى حساسية اللاكتوز، ومن أهم طرق التشخيص:

1. التاريخ الطبي والفحص السريري

يبدأ الطبيب بجمع معلومات عن الأعراض والعادات الغذائية للطفل. يشمل ذلك تقييم تاريخ العائلة المرضي، خصوصًا إذا كانت هناك حالات مشابهة.

الفحص البدني يساعد على استبعاد مشكلات صحية أخرى مثل حساسية الحليب أو اضطرابات الجهاز الهضمي.

2. اختبار الحذف الغذائي

يتم استبعاد الحليب ومنتجات الألبان من نظام الطفل الغذائي لفترة قصيرة، غالبًا أسبوعين. إذا تحسنت الأعراض خلال هذه الفترة، ثم عادت بعد إعادة إدخال الحليب، فهذا يشير إلى وجود حساسية اللاكتوز.

3. اختبار التنفس للهيدروجين

يُعتبر من أكثر الاختبارات دقة. يُطلب من الطفل تناول مشروب يحتوي على اللاكتوز، ثم يتم قياس مستويات الهيدروجين في النفس. زيادة مستويات الهيدروجين تشير إلى عدم هضم اللاكتوز في الأمعاء.

4. اختبار تحمل اللاكتوز

يتم إعطاء الطفل جرعة من اللاكتوز، ثم قياس مستوى الجلوكوز في الدم. إذا لم يرتفع مستوى الجلوكوز بعد تناول اللاكتوز، فهذا يعني أن الجسم لا يهضمه بشكل صحيح.

5. تحليل البراز

يُجرى هذا الاختبار غالبًا للرضع والأطفال الصغار. يساعد في تحديد مستويات الحمض الناتج عن تخمر اللاكتوز في الأمعاء، وهو مؤشر على حساسية اللاكتوز.

تشخيص حساسية اللاكتوز يتطلب متابعة دقيقة من الطبيب لتجنب الخلط مع حالات أخرى مثل حساسية الحليب أو مشاكل الجهاز الهضمي المزمنة.

حساسية اللاكتوز عند الأطفال

طرق التعامل مع حساسية اللاكتوز عند الأطفال

تعتمد إدارة حساسية اللاكتوز لدى الأطفال بشكل أساسي على تعديلات غذائية بسيطة واستراتيجيات تهدف إلى تخفيف الأعراض وضمان حصول الطفل على التغذية الكافية للنمو السليم. إليك أهم الطرق الموصى بها:

إدخال منتجات خالية من اللاكتوز

تتوفر اليوم العديد من منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز، مثل الحليب، الزبادي، والأجبان. هذه المنتجات تحتوي على نفس القيمة الغذائية الموجودة في المنتجات العادية ولكن دون التسبب بأعراض حساسية.

استخدام بدائل الحليب

يمكن استخدام بدائل الحليب النباتية مثل حليب الصويا، اللوز، الشوفان، أو جوز الهند. يُفضل اختيار البدائل المدعمة بالكالسيوم وفيتامين D لضمان تلبية احتياجات الطفل الغذائية.

اهم أنواع الحليب الصناعي في السعودية.

المكملات الإنزيمية

توفر مكملات إنزيم اللاكتاز (على هيئة أقراص أو قطرات) وسيلة فعالة لهضم اللاكتوز. تُضاف القطرات إلى الحليب أو تُعطى الأقراص مع الأطعمة المحتوية على اللاكتوز.

اختيار الأطعمة الطبيعية منخفضة اللاكتوز

تشمل الخيارات المناسبة الزبادي الطبيعي (الذي يحتوي على بكتيريا تساعد على هضم اللاكتوز)، وبعض أنواع الجبن الصلبة مثل الشيدر أو البارميزان، والتي تحتوي على كميات منخفضة جدًا من اللاكتوز.

استشارة طبيب تغذية

يُوصى بمراجعة طبيب متخصص لتصميم خطة غذائية تضمن حصول الطفل على كميات كافية من الكالسيوم، فيتامين D، والبروتينات.

التوعية العائلية

يجب توعية الأسرة والمدرسة حول حالة الطفل لتجنب تقديم أطعمة غير مناسبة ومساعدة الطفل على التأقلم مع حالته.

التعامل مع حساسية اللاكتوز بشكل صحيح يساعد على تقليل الانزعاج الهضمي وضمان نمو الطفل بشكل طبيعي.

الآثار المحتملة لحساسية اللاكتوز

إذا لم تُدار بشكل صحيح، قد تؤدي حساسية اللاكتوز إلى:

  1. نقص في العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم.
  2. تأثيرات سلبية على نمو العظام والأسنان.
  3. مشاكل في الهضم المزمن قد تؤثر على جودة حياة الطفل.

كيفية الوقاية والتعامل على المدى الطويل

يمكن وقاية الطفل من حساسية اللاكتوز من خلال:

  1. المتابعة الطبية المنتظمة لضمان أن الطفل يحصل على جميع احتياجاته الغذائية.
  2. تشجيع الطفل على نمط حياة صحي بتناول غذاء متوازن يحتوي على بدائل صحية.
  3. زيادة الوعي لدى الأسرة من خلال قراءة الكتب والمقالات المتعلقة بحساسية اللاكتوز واستخدام مصادر موثوقة.
حساسية اللاكتوز عند لدى الرضع
 

الأسئلة الشائعة عن حساسية اللاكتوز عند الأطفال

1. هل يمكن للأطفال تجاوز حساسية اللاكتوز مع تقدم العمر؟
نعم، بعض الأطفال قد يتحسن لديهم إنتاج إنزيم اللاكتاز مع النمو، ولكن في حالات أخرى، قد تستمر المشكلة.

2. هل الحليب الخالي من اللاكتوز مناسب لجميع الأطفال؟
بشكل عام، الحليب الخالي من اللاكتوز آمن ومناسب للأطفال الذين يعانون من حساسية اللاكتوز، ولكن من الأفضل استشارة طبيب قبل تقديمه.

3. ما الفرق بين حساسية اللاكتوز وحساسية الحليب؟
حساسية اللاكتوز ترتبط بصعوبة الهضم، بينما حساسية الحليب هي استجابة مناعية ضد البروتينات الموجودة في الحليب.

4. هل منتجات الألبان هي المصدر الوحيد للاكتوز؟
لا، اللاكتوز يمكن أن يكون موجودًا في بعض الأطعمة المصنعة مثل المخبوزات أو الصلصات.

5. كيف يمكن معرفة أن المنتج يحتوي على اللاكتوز؟
قراءة الملصق الغذائي للمنتج والتأكد من خلوه من اللاكتوز.

6. هل يمكن علاج حساسية اللاكتوز نهائيًا؟
لا يوجد علاج نهائي، لكن التحكم في الأعراض ممكن عبر التعديلات الغذائية واستخدام المكملات.

حساسية اللاكتوز عند الأطفال قد تكون تحديًا صحيًا ونفسيًا للأهل والطفل، ولكن مع التوجيه الصحيح والتوعية اللازمة يمكن إدارتها بنجاح دون التأثير على جودة حياة الطفل.

من الضروري المتابعة مع طبيب مختص للحصول على خطة غذائية متكاملة تناسب احتياجات الطفل الصحية.

ولمزيد من المعلومات اقرأ:

كيفية علاج ارتجاع المريء عند الرضع.
علاج الإمساك عند الرضع.
افضل دواء مغص للرضع في السعودية.

Dr. Salma Mahmoud

دكتورة ومعالجة نفسية واخصائية تربوية، خريجة كلية الآداب قسم الارشاد النفسي، حاصلة على شهادة الماجستير بالتعامل مع الأطفال من عمر يوم إلى عمر ثلاث سنوات، وشهادة الدكتوراه في الأساليب التربوية الحديثة. تجيد انشاء المحتوى العميق الذي يجيب بشكل علمي ودقيق حسب أحدث الدراسات عن المشكلات التي تواجه الاهل، وتقدم استشارات تربوية دقيقة للأمهات والآباء للتعامل مع أطفالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

ADblock Detected

يرجى اغلاق حاجب الإعلانات