الحمل العنقودي هو حالة نادرة من الحمل غير الطبيعي، تحدث عندما تتطور المشيمة إلى مجموعة من الأكياس غير الطبيعية بدلاً من الجنين الطبيعي.
يظهر هذا النوع من الحمل في فحص السونار، وقد يسبب مضاعفات صحية إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب.
في هذا المقال، سنتناول كل ما يتعلق بهذا الحمل، أسبابه، أعراضه، طرق تشخيصه وعلاجه.
ما هو الحمل العنقودي؟
هو نوع من الحمل الرحوي الذي يحدث نتيجة خلل في الإخصاب، حيث تنمو المشيمة بشكل غير طبيعي دون تكون جنين سليم.
وينقسم إلى نوعين:
- حمل عنقودي كامل: حيث لا يوجد جنين، وتتكون المشيمة من نسيج غير طبيعي يشبه العناقيد.
- حمل عنقودي جزئي: حيث يتكون جنين غير طبيعي بجانب أنسجة غير طبيعية، لكنه لا يستطيع النمو بشكل صحي.
أعراض الحمل العنقودي
قد تتشابه الأعراض مع أعراض الحمل الطبيعي في البداية، ولكن مع مرور الوقت تظهر علامات مميزة تدل على وجود مشكلة.
تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
- نزيف مهبلي غير طبيعي: غالبًا ما يكون لونه بني غامق أو أحمر فاتح، ويظهر في وقت مبكر من الحمل.
- نمو سريع للرحم: يكون حجم الرحم أكبر من المتوقع بالنسبة لعمر الحمل.
- غثيان وقيء شديدان: أكثر حدة من الغثيان الصباحي المعتاد.
- غياب نبض الجنين: عند إجراء السونار، لا يُسمع نبض الجنين في حالات الحمل الكامل.
- أعراض مشابهة لتسمم الحمل المبكر: مثل ارتفاع ضغط الدم، تورم في اليدين والقدمين، ووجود بروتين في البول.
- خروج أنسجة تشبه عناقيد العنب: في بعض الحالات قد يتم طرد الأنسجة المشيمية غير الطبيعية عبر المهبل.
إذا كنتِ تعانين من أي من هذه الأعراض، فمن الضروري استشارة الطبيب فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة وتشخيص الحالة بدقة.
قد يهمك: الألم عند التبول من علامات الحمل.
أسباب الحمل العنقودي
يحدث نتيجة خلل جيني أثناء عملية الإخصاب، مما يؤدي إلى نمو غير طبيعي للمشيمة بدلاً من تكون جنين سليم. وتتمثل الأسباب الطبية الرئيسية لهذه الحالة فيما يلي:
خلل في عدد الكروموسومات
في حالة حمل عنقودي كامل، يتم تخصيب بويضة فارغة بحيوان منوي واحد أو اثنين، مما يؤدي إلى وجود كروموسومات الأب فقط (46 كروموسومًا من الأب بدلًا من 23 من كل من الأب والأم).
إخصاب غير طبيعي
في حالة حمل عنقودي جزئي، يتم تخصيب البويضة بحيوانين منويين، مما يؤدي إلى تكوين جنين غير طبيعي يمتلك عددًا زائدًا من الكروموسومات (69 كروموسومًا بدلًا من 46).
عوامل وراثية نادرة
رغم أنه ليس وراثيًا في العادة، إلا أن هناك بعض الحالات النادرة التي قد يكون فيها للعوامل الجينية دور في تكرار الحالة داخل العائلة.
عمر الأم
تزداد احتمالية حدوثه عند النساء تحت سن 20 أو فوق سن 35، لكن لا يوجد أبحاث طبية تثبت هذا ولكنه من المرجح ذلك.
تاريخ سابق للحمل العنقودي
النساء اللاتي تعرضن للحمل العنقودي سابقًا لديهن خطر أعلى للإصابة به مجددًا.
نقص في بعض الفيتامينات
تشير بعض الأبحاث إلى أن نقص حمض الفوليك أو بعض الفيتامينات قد يزيد من خطر حدوث هذا الحمل.
على الرغم من أن هذه العوامل قد تزيد من خطر حدوث حمل عنقودي، إلا أن السبب الدقيق لا يزال غير معروف تمامًا، وغالبًا ما يحدث دون أي سبب واضح.
كيفية تشخيص الحمل العنقودي
يعتمد التشخيص على عدة فحوصات طبية تساعد في الكشف عن الحالة وتأكيدها بدقة. تشمل هذه الفحوصات ما يلي:
1. فحص الأعراض والتاريخ الطبي
يبدأ التشخيص من خلال مراجعة الأعراض التي تعاني منها المرأة، مثل النزيف المهبلي غير الطبيعي، الغثيان الشديد، والنمو السريع للرحم.
كما يأخذ الطبيب في الاعتبار أي تاريخ سابق للحمل العنقودي.
2. تحليل هرمون الحمل (hCG)
يتم قياس مستوى هرمون الحمل (hCG) في الدم، حيث تكون مستوياته أعلى بكثير من الطبيعي في حالات حمل عنقودي.
يساعد هذا التحليل في الاشتباه بوجود المشكلة، لكنه لا يؤكدها بشكل قاطع.
3. التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار)
يُعد السونار المهبلي هو الطريقة الأكثر دقة لتشخيص حمل عنقودي، حيث يظهر في الصور بوضوح كتل من الأكياس الصغيرة التي تشبه “عناقيد العنب” بدلاً من الجنين الطبيعي.
وفي الحمل العنقودى كامل، لا يكون هناك جنين على الإطلاق، بينما في الجزئي قد يظهر جنين مشوه وغير طبيعي.
4. الفحص النسيجي للأنسجة المشيمية
بعد إزالة الأنسجة المشيمية من الرحم، يتم إرسالها إلى المختبر لفحصها تحت المجهر.
يهدف هذا الفحص إلى التأكد من طبيعة الأنسجة واستبعاد وجود أي خلايا غير طبيعية قد تتطور إلى ورم مشيمي.
5. التصوير المقطعي أو الأشعة السينية
في بعض الحالات النادرة، قد يطلب الطبيب تصوير مقطعي محوسب (CT Scan) أو أشعة سينية على الصدر.
للتأكد من عدم انتشار أي خلايا مشيمية إلى أجزاء أخرى من الجسم، خاصةً إذا كان هناك شك في وجود ورم مشيمي.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
إذا كنتِ تعانين من نزيف غير طبيعي أثناء الحمل، غثيان شديد، أو عدم ظهور نبض الجنين في السونار، فمن الضروري مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامة الحمل.
التشخيص المبكر للحمل يساعد في تجنب المضاعفات الخطيرة وضمان العلاج السريع والفعال.
المضاعفات المحتملة للحمل العنقودي
على الرغم من أن ه1ا النوع من الحمل يمكن علاجه بسهولة في معظم الحالات، إلا أنه قد يؤدي إلى بعض المضاعفات الصحية إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. تشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:
1. تطور ورم الأرومة الغاذية الحملي (GTD)
في بعض الحالات، قد تستمر الخلايا المشيمية غير الطبيعية في النمو بعد إزالة الحمل، مما يؤدي إلى تطور ورم الأرومة الغاذية الحملي.
وهو ورم نادر يمكن أن يكون حميدًا أو خبيثًا. يحدث هذا في حوالي 15-20% من حالات حمل عنقودي كامل و1-5% من الحالات الجزئية.
2. انتشار الورم المشيمي الخبيث (Choriocarcinoma)
في حالات نادرة، قد تتحول الخلايا المشيمية إلى ورم مشيمي خبيث، وهو نوع من السرطان يمكن أن ينتشر إلى أعضاء أخرى مثل الرئتين والكبد.
يحتاج هذا النوع من المضاعفات إلى العلاج الكيميائي، لكنه قابل للعلاج بشكل كبير إذا تم اكتشافه مبكرًا.
3. نزيف حاد ومضاعفات في الرحم
نظرًا لنمو الأنسجة المشيمية غير الطبيعية بسرعة، قد يحدث نزيف مهبلي حاد قد يستدعي التدخل الطبي العاجل.
في بعض الحالات النادرة، قد تتسبب الأنسجة الزائدة في تمزق الرحم، مما قد يؤدي إلى الحاجة لاستئصاله جزئيًا أو كليًا.
4. مشاكل في الحمل المستقبلي
بعد إزالته يُفضل تأخير الحمل لمدة 6 أشهر إلى سنة لضمان استقرار مستويات هرمون الحمل (hCG) والتأكد من عدم وجود أي خلايا مشيمية غير طبيعية.
ورغم أن معظم النساء يمكنهن الحمل مجددًا بشكل طبيعي، إلا أن خطر تكرار الحمل العنقودي يظل موجودًا بنسبة 1-2%.
5. تأثير نفسي وعاطفي
يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية للمرأة، حيث تشعر بعض النساء بالحزن والقلق بسبب فقدان الحمل والخوف من المضاعفات المستقبلية.
لهذا السبب، قد يكون من المفيد الحصول على دعم نفسي من العائلة أو استشارة مختص نفسي إذا لزم الأمر.
على الرغم من أنه قد يسبب مضاعفات، إلا أن المتابعة الطبية المنتظمة والفحوصات المبكرة تساعد في السيطرة على الحالة وعلاجها بفعالية.
إذا تم تشخيصه، فمن الضروري الالتزام بتوصيات الطبيب وإجراء الفحوصات الدورية لضمان التعافي التام.
شكل الجنين في لحمل العنقودي
في الحمل الكامل العنقودي، لا يوجد جنين حقيقي، أما في الحمل الجزئي فقد يكون هناك جنين غير طبيعي لكنه لا يتطور.
ويظهر في السونار على شكل تجمعات كيسية صغيرة تشبه “عناقيد العنب”، ما يميز هذه الحالة عن الحمل الطبيعي.
نسبة الشفاء من لحمل العنقودي
تعتبر نسبة الشفاء من مرتفعة جدًا، حيث يمكن علاجه بشكل فعال بإجراء عملية تفريغ الرحم (الكحت).
في معظم الحالات، لا تعود المشكلة مرة أخرى، ولكن في بعض الأحيان قد تتطلب الحالة متابعة طبية لفترة أطول للتأكد من عدم تحول الخلايا إلى أورام مشيمية.
متى يظهر الحمل عنقودي بالسونار؟
يمكن الكشف عن الحمل إذا كان عنقودي بالسونار في وقت مبكر من الحمل، غالبًا بين الأسبوع السادس إلى الأسبوع التاسع.
ومع ذلك، في بعض الحالات قد لا يظهر بوضوح حتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل.
هل ينزل الحمل العنقودى لوحده؟
في بعض الحالات، قد يبدأ الجسم بالتخلص من هذا النوع من الحمل بشكل طبيعي من خلال نزيف مهبلي شديد، ولكن في معظم الأحيان.
يتطلب الأمر تدخلًا طبيًا لإزالة الأنسجة غير الطبيعية من الرحم من خلال عملية الكحت.
متى تنزل الدورة بعد حمل عنقودي؟
بعد إزالته، تعود الدورة الشهرية خلال 4 إلى 6 أسابيع. ومع ذلك، يُفضل تأجيل الحمل لفترة تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة للتأكد من عدم وجود أي نمو غير طبيعي للخلايا المشيمية.
كيفية التخلص من حمل عنقودي
يتم العلاج من خلال:
- التفريغ الرحمي (الكحت): حيث يتم إزالة الأنسجة غير الطبيعية من الرحم.
- المتابعة الطبية: لمراقبة مستويات هرمون الحمل (hCG) والتأكد من عدم وجود خلايا مشيمية غير طبيعية.
- العلاج الكيميائي: في حالات نادرة عند تطور الحمل إلى ورم مشيمي.
هل الحمل عنقودي سببه الوراثة؟
في معظم الحالات، لا يُعتبر حالة وراثية، لكنه قد يحدث بسبب خلل في الكروموسومات أثناء الإخصاب.
ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، قد يكون للعوامل الوراثية دور في تكرار هذه المشكلة داخل العائلة.
هل الحمل عنقودي خطير؟
ليس خطيرًا إذا تم تشخيصه وعلاجه مبكرًا. لكن في بعض الحالات، قد يؤدي إلى ورم مشيمي خبيث يحتاج إلى علاج كيميائي.
لهذا السبب، من الضروري المتابعة الطبية الدورية بعد علاجه.
الأسئلة الشائعة
1. كيف يمكن الوقاية من الحمل العنقودي؟
لا توجد وسيلة مؤكدة للوقاية منه، ولكن يمكن تقليل احتمالية حدوثه من خلال المتابعة المنتظمة قبل وأثناء الحمل، خاصة في حال وجود تاريخ سابق للإصابة به.
2. متى يمكن محاولة الحمل مرة أخرى بعد الحمل العنقودى؟
يوصى بالانتظار من 6 أشهر إلى سنة قبل محاولة الحمل مرة أخرى، للتأكد من عدم وجود أي نمو غير طبيعي للخلايا المشيمية.
3. هل يمكن أن يتكرر الحمل عنقودي؟
نعم، ولكن احتمالية تكراره قليلة، حيث تصل إلى 1% إلى 2% فقط من الحالات. ينصح الأطباء بمتابعة الحمل التالي بحذر للتأكد من سلامته.
الحمل العنقودي هو حالة نادرة ولكن يمكن علاجها بسهولة إذا تم تشخيصها مبكرًا. من المهم المتابعة الطبية الدورية بعد العلاج للتأكد من عدم وجود مضاعفات.
إذا كنتِ قد مررتِ بهذه التجربة، فمن الأفضل استشارة الطبيب بشأن خطة الحمل المستقبلية لضمان صحة أفضل لكِ ولطفلكِ القادم.
علامات الحمل المبكرة جدا بعد التبويض.
هل يمكن صبغ الشعر أثناء الحمل.
علاج الشد العضلي أثناء الحمل.
الفوليك أسيد للحامل.
هل يمكن الحمل أثناء الرضاعة.
