الحمل والولادة

خطر ارتفاع درجة الحرارة أثناء الحمل

يُعتبر ارتفاع درجة الحرارة أثناء الحمل من الأعراض التي تثير القلق لدى العديد من النساء، إذ يمكن أن يشير إلى وجود عدوى أو اضطراب صحي قد يؤثر على صحة الأم والجنين.

ومن المهم معرفة الفروق بين التغيرات الفسيولوجية الطبيعية وارتفاع الحرارة غير الطبيعي، وكيفية التعامل معه بشكل آمن مع مراعاة سلامة الجنين.

ما هو ارتفاع الحرارة عند الحامل؟

درجة حرارة الجسم الطبيعية للإنسان تتراوح عادةً حوالي 37 درجة مئوية. وعند الحامل يُعتبر ارتفاع درجة الحرارة أمرًا يستدعي الانتباه.

فإذا تجاوزت درجة الحرارة المعدل الطبيعي (عادةً أكثر من 37.5 – 38 درجة مئوية)، ويكون قياسها مختلفًا بحسب المكان الذي يُقاس منه (فم، أذن، إبريق، إلخ).

أسباب ارتفاع الحرارة عند الحامل

يمكن أن يحدث ارتفاع درجة الحرارة أثناء الحمل نتيجة لعدة أسباب، منها:

  1. العدوى الفيروسية: مثل نزلات البرد والإنفلونزا التي تضعف الجهاز المناعي خلال فترة الحمل.
  2. العدوى البكتيرية: كالتهاب المسالك البولية أو الإصابة ببكتيريا الليستيريا، والتي قد تنتقل من الغذاء الملوث.
  3. التسمم الغذائي: الذي قد ينتج عن تناول أطعمة أو مياه ملوثة.
  4. أسباب أخرى: مثل التهابات الجهاز الهضمي أو حتى ارتفاع النشاط الاستقلابي نتيجة التغيرات الهرمونية.

أعراض ارتفاع الحرارة عند الحامل

تشمل الأعراض التي قد تصاحب ارتفاع درجة الحرارة ما يلي:

  • زيادة التعرق والارتعاش.
  • صداع وآلام عضلية.
  • شعور عام بالضعف والتعب.
  • دوار وتشوش في الرؤية.
  • أحياناً يصاحبها ارتفاع في معدل ضربات القلب.

هذه الأعراض تدل على رد فعل الجسم لمحاربة العدوى أو على اضطرابات صحية أخرى قد تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة.

الحرارة أثناء الحمل

مخاطر ارتفاع الحرارة على الجنين

إذا استمرت الحمى أو كانت شديدة، خاصةً في الثلث الأول من الحمل، فقد تُعرّض الجنين لعدة مخاطر منها:

  1. عيوب خلقية مثل تشوهات الأنبوب العصبي.
  2. الإجهاض أو الولادة المبكرة نتيجة للتأثير السلبي للحرارة المرتفعة على نمو الجنين.
  3. مشاكل في نمو الجنين قد يؤدي ارتفاع الحرارة إلى تأخير نموه أو إلى مشكلات صحية لاحقة.

طرق التعامل مع ارتفاع الحرارة عند الحامل

للسيطرة على ارتفاع الحرارة عند الحامل، يُمكن اتباع الإرشادات التالية:

  • الراحة وشرب السوائل: ينصح بشرب كميات كبيرة من الماء والمشروبات غير الغازية لتعويض السوائل وتقليل الجفاف.
  • الكمادات الباردة: استخدام كمادات ماء بارد على الجبين أو مؤخرة الرقبة للمساعدة في خفض درجة الحرارة.
  • الاستحمام بالماء الفاتر: تجنب الماء البارد الذي قد يسبب اهتزاز الجسم.
  • استخدام خافضات الحرارة الآمنة: مثل الباراسيتامول وفقًا لتعليمات الطبيب، مع تجنب استخدام أدوية مثل الأسبرين أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
  • المتابعة الطبية: في حال استمرار الحمى أو زيادة درجة الحرارة بشكل ملحوظ، يجب استشارة الطبيب فوراً لتحديد السبب الكامن وتلقي العلاج المناسب.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

تعتبر مراجعة الطبيب ضرورية في الحالات التالية:

  1. استمرار الحمى لأكثر من 24–36 ساعة دون تحسن.
  2. ارتفاع درجة الحرارة لتتجاوز 39 درجة مئوية.
  3. ظهور أعراض أخرى مثل ألم شديد في البطن أو نزيف أو قشعريرة شديدة.
  4. ظهور أعراض تشير إلى عدوى مسالك بولية أو التهابات أخرى.
  5. إذا كانت الحمى مصحوبة بأعراض قد تؤثر على حركة الجنين أو صحته.

الوقاية والنصائح العامة

يمكن الوقاية من ارتفاع الحرارة خلال الحمل باتباع بعض النصائح الوقائية:

  • الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام.
  • تجنب تناول الأطعمة غير المبسترة أو الملوثة.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • الحصول على التطعيمات الموسمية مثل مطعوم الإنفلونزا.
  • تجنب التعرض للمصادر الحرارية المرتفعة كحمّامات الساونا أو المياه الساخنة جدًا.

متى يُعتبر ارتفاع درجة الحرارة مقلقًا أثناء الحمل؟

تُعد درجة حرارة الجسم الطبيعية حوالي 37 درجة مئوية. يُعتبر ارتفاع درجة الحرارة مقلقًا إذا تجاوزت 38 درجة مئوية، خاصةً إذا استمرت لفترة طويلة أو كانت مصحوبة بأعراض أخرى.

تأثير ارتفاع درجة الحرارة على الحمل وفقًا لمراحل الحمل

الثلث الأول: في هذه المرحلة، يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى زيادة خطر حدوث تشوهات خلقية، خاصةً تلك المتعلقة بالأنبوب العصبي.

الثلث الثاني والثالث: قد يؤدي استمرار الحمى إلى زيادة خطر الولادة المبكرة أو مشاكل في نمو الجنين.

ارتفاع درجة الحرارة لدى الحامل

الأسئلة الشائعة

هل ارتفاع درجة الحرارة أثناء الحمل أمر شائع؟
نعم، يمكن أن تعاني الحوامل من ارتفاع في درجة الحرارة نتيجة للتغيرات الهرمونية وزيادة نشاط الأيض. ومع ذلك، يجب مراقبة أي ارتفاع غير طبيعي واستشارة الطبيب عند الضرورة.​

ما هي الأسباب المحتملة لارتفاع درجة الحرارة عند الحامل؟
تشمل الأسباب الشائعة:​
1. العدوى الفيروسية أو البكتيرية: مثل نزلات البرد، الإنفلونزا، والتهابات المسالك البولية.
2. التسمم الغذائي: نتيجة تناول أطعمة ملوثة.​
3. التهابات أخرى: مثل التهابات الجهاز التنفسي أو التهابات الكلى.​

ما هي المخاطر المحتملة لارتفاع درجة الحرارة على الجنين؟
قد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة الشديد، خاصة في الثلث الأول من الحمل، إلى:​
1. زيادة خطر العيوب الخلقية: مثل عيوب الأنبوب العصبي.​
2. الإجهاض أو الولادة المبكرة: نتيجة للتأثير السلبي للحرارة المرتفعة على نمو الجنين.​

كيف يمكنني التعامل مع ارتفاع درجة الحرارة أثناء الحمل؟
للتعامل مع الحمى:​
1. الراحة التامة: والحصول على قسط كافٍ من النوم.​
2. شرب السوائل بكثرة: لتجنب الجفاف.​
3. استخدام الكمادات الباردة: لتخفيض الحرارة.​
4. تناول خافضات الحرارة الآمنة: مثل الباراسيتامول، بعد استشارة الطبيب.​

متى يجب عليّ مراجعة الطبيب؟
يجب استشارة الطبيب في الحالات التالية:​
1. إذا استمرت الحمى لأكثر من 24-36 ساعة.
2. إذا تجاوزت درجة الحرارة 39 درجة مئوية.
3. ظهور أعراض أخرى مقلقة: مثل ألم شديد في البطن، صداع حاد، أو طفح جلدي.​

هل يمكن الوقاية من ارتفاع درجة الحرارة أثناء الحمل؟
نعم، من خلال:​
1. تجنب الأماكن المزدحمة: للحد من خطر العدوى.​
2. الالتزام بنظام غذائي صحي: وتجنب الأطعمة غير المطهية جيدًا.​
3. الحصول على التطعيمات اللازمة: مثل لقاح الإنفلونزا، بعد استشارة الطبيب.​

هل يمكن أن يؤثر ارتفاع درجة الحرارة على تطور الجنين في مراحل الحمل المتقدمة؟
نعم، ​قد يؤثر ارتفاع الحرارة في حالات معينة على تطور وحالة الجنين.

هل يمكن استخدام الأدوية الخافضة للحرارة بأمان أثناء الحمل؟
يُعتبر الباراسيتامول آمنًا للاستخدام خلال الحمل، ولكن يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.​

هل يمكن أن يكون ارتفاع درجة الحرارة علامة على مشكلة صحية خطيرة أثناء الحمل؟
نعم، ​قد تكون الحرارة اشارة على مشكلة صحية خطرة ولا يجب تجاهلها أبداً.

هل تؤثر الحمى أثناء الحمل على احتمالية إصابة الطفل بالتوحد؟
تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة بين الحمى أثناء الحمل وزيادة خطر الإصابة بالتوحد، خاصة إذا حدثت الحمى في الثلث الثاني من الحمل.​

يُنصح دائمًا بمراقبة درجة الحرارة أثناء الحمل واتخاذ الإجراءات اللازمة بالتشاور مع مقدم الرعاية الصحية لضمان سلامة الأم والجنين.​

ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل يُعد من الأعراض التي يجب متابعتها عن كثب، إذ يمكن أن يكون مؤشرًا على وجود عدوى أو اضطراب صحي يؤثر على صحة الأم والجنين.

ومن خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاج المناسب، مع المتابعة الطبية الدقيقة، يمكن الحد من المخاطر المحتملة والحفاظ على سلامة الحمل.

يُنصح دائمًا بعدم التهاون والرجوع إلى الطبيب في حال ظهور أي أعراض غير معتادة.

ولمعلومات أكثر اقرأ أيضاً:
كيفية وطرق حمل بتوأم.
أعراض فقر الدم عند الحامل وأهم طرق العلاج والوقاية.
قائمة أطعمة ممنوع تناولها للحامل.
دليل جدول تغذية الحامل.

Dr. Salma Mahmoud

دكتورة ومعالجة نفسية واخصائية تربوية، خريجة كلية الآداب قسم الارشاد النفسي، حاصلة على شهادة الماجستير بالتعامل مع الأطفال من عمر يوم إلى عمر ثلاث سنوات، وشهادة الدكتوراه في الأساليب التربوية الحديثة. تجيد انشاء المحتوى العميق الذي يجيب بشكل علمي ودقيق حسب أحدث الدراسات عن المشكلات التي تواجه الاهل، وتقدم استشارات تربوية دقيقة للأمهات والآباء للتعامل مع أطفالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

ADblock Detected

يرجى اغلاق حاجب الإعلانات