ما هي هرمونات الحمل وكيف تؤثر

خلال فترة الحمل، تحدث تغيرات هرمونية جذرية تؤثر بشكل كبير على صحة الأم وتدعم نمو الجنين بشكل سليم.
في هذا المقال، سنستعرض أهم هرمونات الحمل التي تلعب دورًا حيويًا خلال هذه المرحلة، بالإضافة إلى وظائفها الحيوية.
,سنتناول أيضًا متى يمكن اكتشاف هذه الهرمونات في البول، وتأثيراتها المحتملة على الحالة النفسية للأم.
كما سنقدم نصائح حول كيفية متابعة مستويات هذه الهرمونات وأفضل الطرق للحفاظ على توازنها طوال أسابيع الحمل لضمان صحة الأم والجنين معًا.
أنواع هرمونات الحمل
تُعتبر الهرمونات خلال فترة الحمل من العناصر الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في تسهيل الحمل وضمان تطوره بشكل سليم.
ويتم إفراز مجموعة من هذه الهرمونات عبر المشيمة والغدد الصماء، ومن أبرزها:
hCG (هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية)
يظهر هذا الهرمون في الدم والبول بعد حوالي 10 أيام من عملية الإخصاب. وعادةً ما تصبح اختبارات البول إيجابية بين اليوم العاشر والرابع عشر بعد الإباضة.
حيث يلعب hCG دورًا مهمًا في دعم وظائف المبيض ويعمل على تثبيت الحمل في مراحله المبكرة، مما يساعد في الحفاظ على ثبات الحمل.
البروجسترون (Progesterone)
يُعتبر البروجسترون هرمونًا حيويًا يُحضّر بطانة الرحم لاستقبال البويضة المخصّبة.
كما أنه يمنع التقلّصات المبكرة في الرحم، مما يقلل من فرص حدوث الإجهاض، ويعزز من استقرار الحمل.
الإستروجين (Estrogen)
يُساهم الإستروجين في نمو الرحم وتطوير الأوعية الدموية اللازمة لدعم الحمل.
كما يعزّز نمو الثدي ويزيد من تدفق الدم للأعضاء التناسلية، فيساعد بذلك في تهيئة الجسم للولادة.
اللاكسين (Relaxin)
يعمل اللاكسين على إرخاء الأربطة استعدادًا للولادة ومع ذلك، قد يسبب زيادة مرونة المفاصل شعورًا بالألم في منطقة الحوض أو الظهر، مما يُعتبر من الأعراض الشائعة خلال فترة الحمل.
hPL (هرمون لاكتوجين المشيمة البشرية)
يعمل هذا على زيادة إفراز الأنسولين في جسم الأم، مما يساهم في توفير الجلوكوز الضروري لنمو الجنين وتطوره.
بالإضافة إلى ذلك، يهيّئ هذا الهرمون الثديين لإنتاج الحليب بعد الولادة، مما يضمن تلبية احتياجات الطفل الغذائية.
هرمونات الحمل الثانوية
وأرغب بتسميتها ثانوية لأنها ذات تأثير غير مباشرة في الحمل، وإنما تؤثر على الطفل والأم بعد الولادة وتعتبر مهيئة للأم نفسياً وجسدياً وهي:
- البرولاكتين (Prolactin) هو هرمون آخر يلعب دوراً حيوياً في تحفيز تطور غدد الثدي، مما يعدّ استعداداً مهماً للرضاعة الطبيعية.
- الأوكسيتوسين (Oxytocin) فهو هرمون يحفّز انقباضات الرحم أثناء المخاض، مما يسهل عملية الولادة.
كما يعزّز هذا الهرمون الترابط العاطفي بين الأم وطفلها بعد الولادة، مما يساهم في بناء علاقة قوية بينهما. - هرمونات الغدة الدرقية (TSH, T3, T4) فإن مستوياتها ترتفع أو تنخفض بشكل طبيعي خلال فترة الحمل.
ولكن يجب الانتباه إلى أن اختلال هذه الهرمونات قد يؤثر سلباً على نمو دماغ الجنين ووظائف قلب الأم، مما يستدعي متابعة دقيقة من قبل الأطباء.
دور الهرمونات في مراحل الحمل
يمكن تقسيم وظائف الهرمونات خلال الحمل بحسب المرحلة حيث تبدأ بـ:
الثلث الأول (الأسبوع 1–12)
خلال هذه المرحلة المبكرة من الحمل، يحدث ارتفاع حاد في مستويات هرمون الحمل (hCG) والبروجسترون والإستروجين.
هذه الهرمونات تلعب دورًا حيويًا في دعم الحمل وتطوير الجنين. نتيجة لهذا الارتفاع، تظهر أعراض شائعة تعرف بـ علامات الحمل مثل الغثيان، التعب، والتقلبات المزاجية، مما يؤثر على الحالة النفسية والجسدية للأم.
الثلث الثاني (الأسبوع 13–26)
في هذه المرحلة، يحدث استقرار نسبي لمستويات هرمون hCG، بينما تزداد مستويات الهرمونات الأخرى بشكل معتدل.
ويشتد دور هرمون اللاكسين، الذي يساعد في ترخية الأربطة والمفاصل، مما يسهل على الجسم التكيف مع التغيرات الجسدية.
الثلث الثالث (الأسبوع 27–40)
تصل مستويات الأوكسيتوسين إلى ذروتها استعدادًا للولادة، حيث يلعب هذا الهرمون دورًا أساسيًا في تحفيز الانقباضات.
كما يرتفع هرمون hPL لدعم نمو المخزون الدهني للجنين وتحضير الثدي لإنتاج الحليب، مما يضمن تلبية احتياجات الطفل بعد الولادة.
متى تظهر هرمونات الحمل في البول؟
عادةً ما تبدأ المستويات القابلة للكشف من هرمون الحمل المعروف باسم hCG بالظهور في البول بعد مرور فترة تتراوح بين 10 إلى 14 يوماً من الإباضة.
مما يعني أنه يمكن أن يظهر هذا الهرمون قبل موعد الدورة الشهرية المتوقع بأسبوع تقريباً.
وتجدر الإشارة إلى أن حساسية اختبارات الحمل المنزلية تختلف بشكل كبير من مرأة إلى أخرى.
ومن اختبار إلى آخر فهناك:
- الشرائط عالية الحساسية التي يمكنها الكشف عن وجود هرمون hCG عند تركيز يتراوح بين 10 إلى 25 وحدة دولية لكل ملليلتر.
- الاختبارات العادية تحتاج إلى تركيز يتراوح بين 25 إلى 50 وحدة دولية لكل ملليلتر.
وللحصول على أفضل دقة في النتائج، يُنصح بإجراء الفحص في الصباح الباكر، حيث يكون تركيز هرمون hCG في البول في أعلى مستوياته.
هرمونات الحمل والحالة النفسية
تعتبر التقلبات الهرمونية خلال فترة الحمل من العوامل الرئيسية التي تؤثر بشكل مباشر على المزاج والعاطفة لدى المرأة الحامل.
- فعلى سبيل المثال، ارتفاع مستويات هرموني البروجسترون والإستروجين قد يؤدي إلى شعور بالقلق والانفعال، بالإضافة إلى اختلالات في أنماط النوم.
- كما أن ارتفاع مستوى هرمون hCG في المراحل المبكرة من الحمل يرتبط بشدة الغثيان والتوتر النفسي، مما قد يزيد من صعوبة التعامل مع التغيرات الجسدية والعاطفية.
- أيضًا، يمكن أن يسهم هرمون اللاكسين في شعور عام بالكسل أو الخمول، مما يؤثر على النشاط اليومي.
- من جهة أخرى، يعمل هرمون الأوكسيتوسين بعد الولادة على تعزيز الشعور بالطمأنينة والترابط مع المولود الجديد، مما يساعد في تخفيف الضغوط النفسية.
للتعامل مع التأثيرات النفسية الناتجة عن هذه التغيرات الهرمونية، يُنصح بالتحدث مع شريك الحياة أو الانضمام إلى مجموعة دعم للحوامل.
كما يمكن ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق واليوغا الخفيفة، بالإضافة إلى الحفاظ على جدول نوم منتظم والابتعاد عن مسببات القلق.
كيفية تقييم ومتابعة مستويات الهرمونات لضمان صحة الحمل وسلامة الجنين
تُجرى مجموعة من الفحوصات الهامة التي تلعب دورًا حيويًا في مراقبة الحالة الصحية للأم والجنين.
- يتم إجراء اختبارات الدم التي تشمل قياس مستوى هرمون hCG، وهو هرمون يُعتبر مؤشرًا رئيسيًا في التشخيص المبكر للحمل.
- بالإضافة إلى ذلك، يتم فحص مستويات البروجسترون والهرمونات الدرقية (TSH, T3, T4) للتأكد من أن الجسم يعمل بشكل صحيح لدعم الحمل.
- تُستخدم اختبارات البول، مثل اختبارات الحمل المنزلية، التي تكشف عن وجود هرمون hCG. هذه الاختبارات تُعتبر وسيلة مبسطة وسريعة قبل اللجوء إلى التحاليل المخبرية الأكثر تعقيدًا.
- تُستخدم الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) لتقييم نمو الجنين وتطور المشيمة، حيث تساعد في تحديد ما إذا كانت المستويات الهرمونية تدعم نمو الحمل بشكل سليم.
- يجب أن تكون المتابعة الدورية جزءًا من رعاية الحمل، حيث إن ارتفاع مستوى hCG بشكل مفرط قد يشير إلى حملٍ متعدد أو ورم مشيمي أو الحمل العنقودي، بينما انخفاض مفاجئ في مستوى البروجسترون يستدعي اتخاذ إجراءات مثل حقن داعمة أو مكملات لضمان استمرارية وتثبيت الحمل.
نصائح للحفاظ على التوازن الهرموني أثناء الحمل
التوازن الهرموني جزء لا يتجزأ من التوازن العام لمراحل الحمل وهو صاحب التأثير المباشر على الصحة الجسدية والنفسية للحامل:
التغذية المتوازنة
من الضروري أن يكون جدول تغذية الحامل غني ومتوازن بحيث تتناول الحامل أطعمة غنية بالأوميغا‑3، مثل سمك السلمون وبذور الكتان، حيث تلعب هذه العناصر دورًا مهمًا في دعم صحة الجنين وتوازن الهرمونات.
كما يجب زيادة تناول البروتينات من مصادر مثل اللحوم البيضاء والبقوليات، بالإضافة إلى الحديد الموجود في السبانخ والكبد، حيث يساعد ذلك في تعزيز مستويات الطاقة ودعم نمو الجنين.
النشاط البدني المعتدل
يُنصح بالمشي يومياً لمدة 30 دقيقة، حيث يُعتبر المشي من أفضل الأنشطة التي تساعد على تحسين المزاج وتعزيز الصحة العامة.
كما يمكن ممارسة تمارين اليوغا المخصصة للحوامل، والتي تساهم في تعزيز المرونة وتقليل التوتر والقلق.
إدارة التوتر
تعتبر تمارين التنفّس العميق والتأمّل (Mindfulness) من الطرق الفعّالة في إدارة التوتر.
يمكن أيضًا الاستفادة من جلسات التدليك الخفيفة أو العلاج بالماء الدافئ لتخفيف الضغوط النفسية والجسدية.
النوم الكافي
يجب أن تحرص الحامل على الحصول على 7–8 ساعات من النوم ليلاً، مع استخدام وسادة داعمة للبطن.
كما يُفضل أخذ قيلولة قصيرة عند الشعور بالتعب الشديد.
المتابعة الطبية الدورية
من المهم إجراء الفحوصات الهرمونية وفقًا لتوصيات الطبيب، وإبلاغه بأي أعراض غير معتادة مثل نزيف أو تقلّصات شديدة، لضمان سلامة الحمل وصحة الأم والجنين.
الأسئلة الشائعة
أبرز التساؤلات التي يجب عليكي معرفتها حول هرمونات الحمل:
1. كيف يمكن التأكد من أن اختبار البول كشف عن هرمون الحمل hCG بدقة وفعالية؟
يمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام عينة البول في الصباح الباكر، حيث تكون مستويات الهرمون في أعلى مستوياتها.
بالإضافة إلى ذلك، يجب اتباع تعليمات الشركة المصنعة بدقة لضمان الحصول على نتائج موثوقة وصحيحة.
2.هل يؤثر التعب النفسي على مستويات هرمونات الحمل؟
بالتأكيد، يمكن أن يكون للتوتر الشديد تأثيرات ملحوظة على الجسم. على الرغم من أن التوتر قد يزيد من أعراض التقلبات الهرمونية.
إلا أنه لا يغير إنتاج هذه الهرمونات بشكل ملحوظ، مما يعني أن الجسم يبقى قادراً على تنظيم مستويات الهرمونات بشكل فعال.
3. متى يجب استشارة الطبيب بشأن تغيرات المزاج خلال الحمل؟
يُنصح بزيارة الطبيب في حال استمرت مشاعر الاكتئاب أو القلق لأكثر من أسبوعين دون أي تحسن ملحوظ.
من المهم أن تكوني على دراية بأن التغيرات الهرمونية خلال الحمل قد تؤثر على حالتك النفسية، ولكن إذا كانت هذه التغيرات تؤثر سلبًا على حياتك اليومية، فلا تترددي في طلب المساعدة.
4. هل يمكن أن يعطي اختبار البول نتائج سلبية رغم وجود حمل؟
الإجابة هي نعم، قد يحدث ذلك في بعض الحالات. على سبيل المثال، إذا تم إجراء الفحص قبل موعد الدورة الشهرية بأكثر من أسبوع، أو إذا كان شرب الماء بكميات كبيرة قد أدى إلى تخفيف البول، مما قد يؤثر على دقة النتائج.
هرمونات الحمل هي المفتاح لفهم نجاح الحمل وصحة الأم والجنين. من خلال معرفة موعد ظهورها في البول، تأثيرها النفسي، ومتطلبات المتابعة الطبية، يمكنكِ التعامل مع كل مرحلة بوعي وثقة.
اطلعي أيضاً على:
فوائد حمض الفوليك للحامل.